المناعة النفسية سلاح سري

ما قل ودل في الحفاظ على الصحة النفسية

فإذا كان الجهاز المناعتي الجسدي هو المسؤول عن حماية جسد الإنسان من الفيروسات والجراثيم المنتشرة والمحيطة به من كل حدب وصوب، فماذا عن النفسية الإنسانية؟ هل لديها جهاز مناعتي يحمها ويضمن سلامتها؟ باعتبارها هي الأخرى معرضة لفيروسات من نوع آخر تتمثل في الصدمات والكدمات النفسية العاتية التي قد ترمي بالفرد في بؤرة الإحباط أو سقوط في بئر الاستسلام. فقد نفقد قريبا أو نخسر صديقا أو نستيقظ على كارثة مالية أو دراسية أو هزيمة نفسية بفراق وطن، حينها سيفتك بنا الألم ويستغل رقة مشاعرنا وتأجج العواطف ليفتح في الصدور دروبا تكون ملاذا لكل الاضطرابات النفسية بشتى أنواعها. في هذه الحالة نصبح بحاجة ماسة إلى مناعة نفسية عتيدة باعتبارها إحدى خطوط الدفاع المتينة التي تتصدى لكل النوائب وتساعد على التكبف مع المتغيرات المفاجئة.

وقبل أن أشرع في عرض بغض الخطوات لتقوية جهاز المناعة النفسية كما حددها الخبراء أود أن أقدم تصورا عاما عن المناعة النفسية. نعلم جميعا أن المساحة الشخصية الإنسانية تتكون من الأنا والضمير اللذين يجب أن يكونا في خطين متوازيين، إلا أنه في حالة حصول خلل ما يؤدي إلى انكماش الأنا وانتفاخ الضمير؛ قد يبدو هذا في الظاهر شيئا جيدا لكن له تداعيات سلبية علي الفرد لأنه يصبح مدققا في كل التفاصيل الصغيرة وشديد التأثر بكل صغيرة وكبيرة تحدث في محيطه، بل الأكثر من ذلك أنه يحس بأنه مسؤول عن كل الأزمات والمشاكل الذي قد تحصل.

إذن فاكتساب هذه المناعة يعتمدا أساسا على إرادة صاحبها وعزمه على تصحيح طريقته في التفكير وطرد أفكار ومشاعر الشقاء واليأس، فمن الصعب حصر جميع عمليات تنشيط المناعة النفسية، لذلك سنكتفي بهذه الخطوات الأساسية:

♦ اُذكر الله واشكره لتنمية مشاعر الإيمان وتقوية صلة العبد بربه من جهة وإشباع الحاجة إلى الدين لطمأنة النفس وإسماء الأفكار وإعلاء المشاعر.

♦ وفي تقييمك لقدراتك وإمكاناتك ومهارتك لا تبالغ فيها ولا تقلل من قيمتك وضع لك هدفا يتماشى معها ولا يفوقها كي لا تصاب بالإحباط، وإذا كان هدفك بعيد المدى قسمه إلى أهداف قصيرة.

♦ تجنب قدر الإمكان الأشخاص، المواقف والأحداث التي تشعرك بالضغط ولا يعني ذلك أن تكون جبانا وغير قادر على المواجهة وإنما يعني تفادي ما يمكن تفاديه من الخسائر.

♦ تعلم كيف تكون مرنا في تعاملك مع ضغوطات الحياة ولا تسمح لها أن تشوه مظهرك وتفقدك طبيعتك.

وأخيرا أود أن أشير إلى معلومة غائبة عن ذهن الكثير من الناس هي أن نوع الغذاء الذي يتناوله الإنسان له علاقة بالمناعة النفسية، فهناك أغذية تضعفها وأغدية تقويها و بدون الدخول في التفاصيل يستحسن اتباع هذه القاعدة العامة: تناول من كل الأصناف باعتدال في وجبات متوازنة وبكميات معتدلة.

فاطمة الزهراء الوجاني

طالبة السنة الثانية شعبة علوم الاعلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *