أستطيع ..

إنّ الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم“. سورة الرعد الآية 11، صدق الله العظيم.

أما بعد،إن كثيراً من الناس لا يعرفون حقيقة قدراتهم اللاّمحدودة التي وهبها لهم الله سبحانه وتعالى، فيُضَيعون وقتهم بل وحياتهم في نقد ولوم الآخرين ولعن الظروف ومقارنة أنفسهم بأناس آخرين … إذن السؤال المطروح، كيف يحقق المرء أي شيء مثمر يساعده على تحقيق أهدافه؟

الناجحون يركزون دائما على الهدف النهائي ويرفعون رؤوسهم ناحيته بغض النظر على المرات التي يقعون فيها أو الظروف التي يمرون بها، فالإنسان سيد أفكاره وهو المتحكم فيها، لذلك يجب على أي شخص أن يستغل قدراته ومواهبه، وقد قال أرسطو “كل أزهار الغد متواجدة في بذور اليوم وكل نتائج الغد متواجدة في أفكار اليوم”؛ كل إنسان مسؤول عن تصرفاته وأفكاره بل وحتى عن نتائجه. 

معظمنا تَبرمج منذ الصغر على أن يتصرف بطريقة معينة ويفكر بطريقة معينة ويشعر بأحاسيس سلبية معينة، وبهذا أصبحنا سجناء برمجتنا السلبية التي تقف حائلا أمام قدراتنا وتجعلنا نتراجع بدل المضي قدما … ونتيجةً لذلك، تجد ارتفاع نسبة الطلاق وتفاقم ظاهرة الانتحار وانتشار الأمراض النفسيةَ منها العضوية.. كل هذه الأمور سببها البرمجة السلبية … لكن كل ما تم ذكره يمكن تغييره إنا اخترنا حقا تغييره منذ هذه اللحظة؛ ويقول الفيلسوف برناند شو في هذا السياق “اختيارك وليس الظروف هي التي تحدد مصيرك”.يجب أن تعلم (ي) عزيزي(تي) القارئ (ة) أنَّ أي تغيير في حياتك يحدث أولا داخلك، فأنت الذي يقرر متى تتغير وكيف … ولابد أن تتغير على أساس مفهومك أنت لا مفهومَ شخص آخر، “فإذا لم تعرف قدراتك وتقدرها وتقنع نفسك بأنها حقيقية فكيف تتوقع أن يقدرك الآخرون”هكذا لخصها  الدكتور إبراهيم الفقي .أنت أعظم مخلوق عند الله سبحانه وتعالى، “ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم”، سورة التين- الآية 4. فلا تجلدْ ذاتك واغفر لها، فالذات السلبية في الإنسان هي التي تغضب وتأخذ بالثأر بينما الطبيعية الحقيقية للإنسان هي النقاء وسماحة النفس، و تعلَّم من أخطاء الماضي واعلم أن الفشل ليس فشلا وإنما تجربة ومهارة.هناك مبدأ في البرمجة اللغوية العصبية يقول “أنا مسؤول عن عقلي إذن أنا مسؤول عن نتائج أفعالي” هذا المبدأ يلخص كل شيء، فلا ظروفك ولا محيطك ولا عائلتك ولا اصدقائك مسؤولون عن تصرفاتك، أنت مسؤول عن نفسك عن أهدافك عن طموحاتك عن كل شيء … فبادر إلى تحسين صورتك الذاتية وقدِّرها وسوف ترى النتائج، سوف تتحسن كل يوم وتتطور وسوف تصبح لك نظرة إيجابية للحياة. فلو سمحتم، سوف أقص عليكم قصةً ألهمتني صراحة وهي للبطل محمد علي كلاي:كان محمد يعيش في حي تعج به العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية وكان حلمه أن يصبح أفضل ملاكم في العالم … كان كلاي يتدرب صباحا ومساءً وعند مشاركته الأولى تحدى جورج فورمان الذي كان آنذاك أقوى وأعنف ملاكم في العالم لدرجة أن الناس كانوا يهابونه في ذلك العصر، فتعرض محمد إثر مواجهته لهذا البطل لهزيمة نكراء أصيب جراءها بجروح بليغة كادت أن تخطف منه حياته، لكن لحسن حظه نجا بأعجوبة، فلما زارته عائلته وأصدقاؤه لم يتوانوا في لومه وانتقاده، بيد أن إصرار علي كان أقوى من كلامهم؛ فلما خرج من المستشفى بدأ يتدرب من جديد، والعجيب في الأمر هو أنه تحدى مرة أخرى جورج فورمان وإن كان هذا يدل على شيء، فإنه يدل على قوة إصراره وحلمه الذي ما لبث أن يتحقق، فأُجرِيت المباراة في جنوب أفريقيا، وبعد نزال طويل فاز علي بأعجوبة وأسلم مباشرة حيث قال بعد المباراة “لقد حققت فوزي بفضل من الله وبجهدي وإصراري”.. وفي لقاء صحفي معه، قال محمد علي كلاي: “لكي تكون بطلا، يجب أولا أن تؤمن وتعتقد أنك الأحسن، وإنْ لم تكن فتظاهَرْ وتَصَرَّفْ كأنك الأحسن” .

يجب أن تتقبل نفسك وتستغل قدراتك حتى آخر لحظة في حياتك، يجب أن تعمل وتستغل وقتك جيدا وبقدر معقول، فلا تهدر وقتك في النوم فستنام كثيرا عندما تفقد هذه الحياة …تَعلَّم من تجاربك وتخيل نفسك في المستقبل واعلم أن هذه مجرد مرحلة وأَنَّ هذه تحديات الحياة ولن تأتي الظروف دائما بما ترجوه.

 * ما الحياة إلا أملٌ يصاحِبُه ألمٌ، ويفاجئه أجَل *

مدونة زوايا

زوايا فريق شاب مؤلف من 10 شباب عرب مختلفي التخصصات والاهتمامات و غزيري الأفكار يجمعهم حب التدوين والرغبة في إثراء الويب العربي بمحتوى مفيد فريق زوايا ذو أفكار خلاقة وعزيمة متأهبة يعدكم بمحتوى مدوناتيٍّ أقل ما يقال عنه أنه استثنائي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *