“أوطم” تاريخ من النضال وذاكرة تصارع النسيان 6

الورقة السادسة: مرحلة النكوص والتراجع

للاطلاع على المقدمة والأوراق السابقة:

التوطئة

الورقة الأولى: ملامح النضال الطلابي خلال الاستعمار

الورقة الثانية: التأسيس

الورقة الثالثة: الانشقاق والولادة الجديدة

الورقة الرابعة: مرحلة الصراع والمواجهة

الورقة الخامسة: الحظر ورفع الحظر


كما سبق وأشرنا أنه سيتم إفراز لجنة منبثقة عن المؤتمر 15 للتحضير للمؤتمر 16 إلا أنه مرة أخرى ستكون اوطم امام منعرج متمثل في انطلاق صراع جديد بين الطلبة الاتحاديين وطلبة التقدم والاشتراكية والطلبة الديمقراطيين وبعض القيادات الأخرى الراديكالية مما سيؤثر سلبا على المؤتمر 16 حيث تنكر الاتحاديون وطلبة التقدم الاشتراكية والديمقراطيون لأعراف اوطم والتلويح بالانشقاق للضغط على قيادة أوطم إلا أنه تم فرض شرعية المؤتمر 15.

وانعقد بعدها المؤتمر 16 في شتنبر 1979 وانتخب بوبكري رئيسا شرعيا له، وكان أهم ما ميز المرحل بروز النهج الديمقراطي القاعدي بعد مخاض عسير لينطلق الصراع من جديد بين الدولة وقيادات النهج الديمقراطي القاعدي”الطلبة القاعديون“، تمثل في حملة اعتقالات في صفوف القاعديين، لكن بعد سنة سيتم إطلاق سراح اغلب المعتقلين وإلغاء المتابعات في حق البعض ليستجمع الطلبة القاعديون قواهم من جديد ويقوموا بوضع برنامج ووضعه أمام الجماهير الطلابية كان أبرز ما جاء فيه النضال من أجل تحقيق المطالب النقابية الملحٌة للحركة الطلابية ومن أجل تعليم شعبي عربي ديمقراطي علماني وموحد، والحفاظ على مبادئ أوطم والدعوة لتهيئ المؤتمر 17 وهيكلته هيكلة ديمقراطية قاعدية، إعلانهم التضامن مع العمال والفلاحين وكافة نضالات الشعب المغربي واطلاق سراح المعتقلين ورفع المتابعات عن القيادات اليسارية والتأكيد على مساندة القضية الفلسطينية.

في 29 ماي 1981 تم الإعلان عن الزيادة في أسعار خمس مواد استهلاكية الأمر الذي أجج غضبا شعبيا في عدة مدن خاصة تلك التي تعرف تجمعات كبيرة كالبيضاء والرباط وفاس لتنطلق شرارة نضال موحد دعت له نقابات متعددة حيث أعلن “الاتحاد المغربي للشغل” عن إضراب محلي بالمحمدية والبيضاء يوم 18 يونيو و”الكنفدرالية الديمقراطية للشغل” يوم 20 يونيو بدعم من النقابة الوطنية للتعليم العالي وحضور جماهيري لأوطم وهو الإضراب الذي تحول لانتفاضة جماهيرية خلفت ضحايا ووفيات في مجموعة من أحياء البيضاء كالحي المحمدي المدينة القديمة…

ووسط كل هاته الأحداث، كان لأوطم حضور فعلي في الساحة السياسية ومواقف تمثلت في حضوره إلى جانب العمال والسككين، إلا أن الحركة الطلابية لن تنجح في مؤتمرها 17 بعد انسحاب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من المؤتمر الذي دخل غمار الانتخابات بلائحتين انتخابيتين للطلبة “الاتحاديين” لائحة “أنصار الكونفدرالية الديمقراطية للشغل المكتب السياسي وهي الممثلة في القيادة ولائحة “رفاق الشهداء، “مهدي وعمر” أنصار اللجنة الإدارية الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وسط هاته الأجواء انطلقت أشغال المؤتمر 17 للمنظمة الطلابية في شتنبر 1981 بالرباط.

بعد انسحاب الطلبة الاتحاديين أصبحت الساحة فارغة أمام النهج الديمقراطي القاعدي مما أثر سلبا على النقاش الدائر مما أدى الى انسحاب عدد كبير من قادة النهج الديمقراطي القاعدي مباشرة بعد انسحاب الاتحاديين، فضلا عن ازدياد أطماع الطلبة الديمقراطيين وطلبة “التقدم والاشتراكية” ومطالبتهم بالإشراف على المؤتمر، كل هذا أدى إلى تأجيل عقد المؤتمر لكنها لم تتمكن من إيجاد حل للأزمة مما جعله آخر مؤتمر في عمر الحركة الطلابية المغربية، وإلى حدود كتابة هاته الأسطر، بقي المؤتمر معلقا دون أي حل يذكر.

يتبع …

أسامة باجي

أسامة باجي صحفي مهتم بالشأن السياسي والثقافي باحث في الإعلام والتواصل مدون وكاتب رأي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *