“أوطم” تاريخ من النضال وذاكرة تصارع النسيان

الورقة السابعة والأخيرة: الكراس/البرنامج المرحلي

للاطلاع على المقدمة والأوراق السابقة:

التوطئة

الورقة الاولى: ملامح النضال الطلابي خلال الاستعمار

الورقة الثانية: التأسيس

الورقة الثالثة: الانشقاق والولادة الجديدة

الورقة الرابعة: مرحلة الصراع والمواجهة

الورقة الخامسة: الحظر ورفع الحظر

الورقة السادسة: مرحلة النكوص والتراجع


بعد دخول الحركة الطلابية في نفق مسدود وفشل المؤتمر 17 وحملة الاعتقالات والوفيات في صفوف مناضلي أوطم مصطفى بلهواري وبوبكر الدريدي ظهر الكراس كمحاولة منهم للتعريف بقضية “الشهداء” وعائلاتهم في مختلف المواقع الجامعية لكنها سرعان ما قوبلت بالرفض من قبل قيادات القاعديين مما سيؤدي إلى استقلالهم عن الطلاب القاعديين في ظروف وصفت آنذاك بالصعبة.

كان للقاعديين رأي آخر بعد بروز الكراس حيث تقدم القاعديون بموقع وجدة في الموسم الدراسي 1986/1987 ببرنامج أسموه بالبرنامج المرحلي ركز على ثلاث نقاط أساسية: المطالبة برفع الحظر عن أوطم، مواجهة البيروقراطية ثم مواجهة ما يمكن مواجهته، وسيعزز البرنامج المرحلي صفوفه في بداية التسعينيات بانضمام عدد كبير من الطلبة.

مطلع سنة 1990 ستعرف الحركة الطلابية محاولة جديدة للهيكلة سيتم خلالها فتح نقاش طلابي والقيام بأيام وأسابيع ثقافية حيث اعتلى العرش نقاش إعادة الهيكلة، وتزامن هذا مع دخول التيارات الإسلامية الشبيبة الإسلامية وفصيل طلبة العدل والإحسان، وهذا سيؤدي إلى بروز العنف الجامعي في الوسط الطلابي بعدما كان بشكل ضئيل، سرعان ما سينشق البيت القاعدي من الداخل حيث ستكون أولى الانشقاقات من فاس وبروز تيار الممانعين عن البرنامج المرحلي ومطالبته بعقد المؤتمر 18 لأوطم لينشق بعد الكراس طلبة آخرون تحت لواء مجموعة 94 ومجموعة 96 ومجموعة 98 ومجموعة مكناس 2006، وعرفت هاته الانشقاقات المتتالية صراعات ومواجهات في صفوف الطلبة القاعديين.

وسط كل هاته الصراعات والأحداث التي عرفتها الجامعة المغربية، برزت تيارات جديدة على الساحة الطلابية وهي الحركة الثقافية الأمازيغية وفصيل الطلبة الصحراويين، بخطاب جديد الأول خطاب قومي قوبل بالرفض ووصف بالشوفيني وثاني خطاب تحرري حيث برز الطلبة الصحراويين كتنظيم في بعض الجامعات يجمع أبناء الأقاليم الصحراوية الذين تبنوا فكرة الانفصال، سرعان ما سيتشكل مرة أخرى في مطلع الألفين تيار يساري جديد بجامعات طنجة وتطوان سمي بالتوجه القاعدي الذي سيتقدم بأوراقه وبرامجه المتميزة، مقدما مشروعه الوحدوي للنقاش مع كافة الفصائل اليسارية والتقدمية، ومع كافة التيارات القاعدية ومجموعات “البرنامج المرحلي”، سيلتحق وافد جديد على الجسم الطلابي في 24 يناير 2011 لكنه ظل حبيس بعض المواقع الجامعية وهو فصيل طلبة اليسار التقدمي هذا الأخير الذي لازال يحاول وإلى حدود الساعة المحافظة على بقائه في بعض المواقع الجامعية.


وبهذا، نكون قد سافرنا بكم إلى تاريخ الحركة الطلابية المغربية، وكما هو معنون في هاته المذكرات تاريخ من النضال وذاكرة تصارع النسيان حاولنا أن نحيي ذاكرة أوطم وفاء لها وعرفانا لتاريخها، فبالرغم من المنعرجات والمنزلقات التي سقطت فيها إلا أنها تبقى إرثا فكريا وحضاريا ونضاليا وجب على كل طالب الإلمام به والاطلاع عليه، ولقد حاولت جاهدا أن أجمع هاته المذكرات انطلاقا من شهادات شفهية ودردشات ونقاشات حول أوطم ثم بعض الكتابات التي أرخت للمرحلة وبسطتها لكي تكون في متناول القراء.

لذا، فإن كتابتي قد يعتريها الخطأ أو النسيان، والدعوة موجهة لكل الباحثين والمهتمين بالشأن الطلابي والتاريخي والثقافي البحث في هذا الإرث وتدوينه ليبقى سجلا للأجيال القادمة فالكتابات في هذا الجانب محتشمة ومن العيب ان لا ندون هذا التاريخ.

النهاية.


لائحة المصادر والمراجع

تجدر الإشارة -وكما ذكرت سابقا- المقالات اعتمدت في كتابتها على شهادات شفوية على لسان بعض مناضلي أوطم
وبعض المراجع والمقالات المنشورة على الانترنيت.

1. محمد ضريف، الحركة الطلابية المغربية: قراءة في أزمة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب 1956-1996
2. علال الأزهر، الماركسيون في المغرب: حوارات و أسئلة، منشورات الزمن، سلسلة شرفات، الكتاب الثامن، مطبعة النجاح الجديدة، 2002
3. الموقع الالكتروني الحوار المتمدن http://www.ahewar.org/debat/nr.asp
4. موقع منشورات 30 غشت http://www.30aout.info/
5. كرونولجيا الاتحاد الوطني لطلبة المغرب

أسامة باجي

أسامة باجي صحفي مهتم بالشأن السياسي والثقافي باحث في الإعلام والتواصل مدون وكاتب رأي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *