أينما تكونوا يدرككم الموت
لا زال الموت لغزا من ألغاز الوجود وسقف يحد من تفكير العديد من الناس ! فمهما أطلق الانسان العنان لعقله، سيظل عاجزا عن التفكير في الموت وما بعد الموت واول ليلة في القبر، وسؤال منكر و نكير ….وغيرها من الامور التي تخص الغيبيات ؛ هي تصورات عن عالم الموتى و نحن لسنا سوى احياء !
ورغم ان الموت قريب منا أكثر مما قد نتخيل، ورغم انه مصير يجمع كل من تفرقوا واختلفوا وتنافروا في حياتهم ، ورغم اننا ندرك انما الموت أمر لا مفر منه ، والله تعالى يقول في كتابه : كل نفس ذائقة الموت، إلا أن النفس الميالة للخلود تقيظنا كل يوم لنحيا حياة الخالدين ، نستيقظ كل يوم لنعصي من جديد و نهرب الى المغفرة و نعاود الفعلة و الكرة أيام وسنين إلى أن يأتي اللحظة التي لن تتكرر مرتين ، وهي لحظة حضور ملك الموت وخروج الروح !
وكل يخاف الموت على طريقت ، فهنالك من يخاف من عملية الموت نفسها ، والبعض الاخر يخاف من فراق الاهل والاصحاب مع أنهم هم أيضا زائلون … نخاف من الموت لأنه يعني لنا الفناء فحين أنه مرحلة انتقالية فقط … نخاف الموت لأنه عالم مجهول فلا لا أحد عاد من قبره ليروي لنا ماذا حصل له بعد موته ، ونخاف الموت أيضا خوفا من العذاب.
والغريب في الامر ، أولئك الذين يحصنون أنفسهم من الموت ، ويتناسون الاية التي تقول أينما تكونوا يدرككم الموت
خرج أعرابيٌ هارباً من الطاعون، فبينما هو سائرٌ إذ لدغته أفعى فمات، فقال أبوه يرثيه:
طاف يبغي نجوةً … مِن هلاك فهلك
والمنايا رُصّدٌ … للفتى حيث سلك
ليت شعري يا فتى… أي شيء قتلك
كل شيء قاتِلُك … حين تلقى أجلك
العقد الفريد – ابن عبد ربه الأندلسي.
فاللهم جعل خاتمتنا بسيطة لا كما هو الموت، معقد !