العالم في زمن فيروس كورونا

هل من إيجابيات؟ أم كلها خسائر؟

فيروس كورونا أو فيروس كوفيد 19 المستجد، تتغير الأسماء والمرض نفسه؛ هذا الوباء الذي ضرب العالم لم تكن الجائحة الوحيدة التي عرفتها البشرية، فمنذ تاريخها السحيق ظهرت أوبئة كانت خطيرة، وقتلت الملايين من البشر مثل الجدري، الكوليرا، الإنفلونزا الإسبانية، انفلونزا الخنازير، فيروس إيبولا في إفريقيا وآخرها فيروس كورونا الذي أوقف النشاط الاقتصادي والاجتماعي للدول في العالم.
العالم بعد كورونا؟ سؤال يطرحه الجميع في العالم أجمع … تعددت الآراء ووجهات النظر، ومع أن كثيرين يتفقون على أن الأمور لن تعود كما كانت أبدا فإن الجواب واحد: العالم سيتغير حتما عاجلا أم آجلا.
التغييرات لن تطال حياتك اليومية فحسب بل ستؤثر أيضا في المجتمعات والعادات والتقاليد التي كانت سلبية في حياة عيشهم، وإعادة الاعتبار للصحة والتعليم والتكنولوجيا والعلم خصوصا … هو أن الاسثثمار الصحيح، و الحل يوجد عند الإنسان نفسه.
فحتى الدول الكبرى التي ننظر إليها بأنها أفضل وأنجح من الناحية التعليمية والصحية فشلت فشلا ذريعا ولم تنجح في كبح الوباء، فنسمع كل يوم مئات الوفيات والآلاف من الإصابات الخفيفة منها والمستعصية … فما أدراك ما بالدول الفقيرة.
وفي ظل الأخبار الكثيرة السلبية والمزيفة كل يوم وانتشار الإحباط والقلق والوسواس، تظهر لنا أشياء إيجابية في حياتنا اليومية كشفت عنها هذه الأزمة، أشياء كشفت المعدن النفيس للبشر في زمن قيل أن الخير قل فيه وانقطع.
من الأمور التي أثارت انتباهي وبالخصوص خلال فترة الحجر الصحي هي أننا لم نفقد إنسانيتنا، أبرز مثال هي المبادرات والمساعدات التي انكب الشباب بمدها للأسر الفقيرة كما مساعدة كبار السن غير القادرين على التسوق، وتعزيز العلاقات الاجتماعية بين الأسرة وإعادة لم شملها لتوطيد الرابطة الأسرية مرة أخرى بين الأب والأم والأطفال بحكم ظروف العمل والدراسة.
اعلم أن الأزمة التي تعيشها جميع الدول في العالم الآن لن تنتهي بسرعة وتبعاتها ستكون مؤثرة في جميع الأصعدة، والدول الصغيرة هي المتضرر الأكبر من هذا الوباء، ولكن بين هذا وذاك، بارقة الأمل لا تنطفئ وسنجني من الثمار الإيجابية الكثير، وما علينا سوى العمل على ذلك كل من موقعه.

أيوب أزندور

طالب حاصل على الإجازة شعبة الاقتصاد و تدبير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *