مفهوم العلاقات الدولية بين النظرية والواقع

العمق المفاهيمي للعلاقات الدولية

خلال بحثي الكثير والمتواضع عن العلاقات الدولية وتاريخها،اكتشفت أن العمق المفاهيمي لهذا المعطى الذي يمكن أن نقول عنه: إنساني، أكثر ماهو قضائي، أوسياسي، أواقتصادي، أوغير ذلك… وذلك لأن له علاقة بالأمم والشعوب.

وجدت أن هذا العمق المفاهيمي،لا يتطابق مع التصور الواقعي الذي نعيش فيه، وأن أغلب العلاقات الدولية التي حكمت العالم، كانت تغطيها الصراعات والحروب أو ما يسمى بعلاقات القوى،,ومبادئ السلطة والقوة في يد الدول التي تمتلك الرأسمال. ورغم تمثيل هذه العلاقات للتعاون بين الدول كذلك،إلا أن في الحقيقة نجد تزييف لهذا المفهوم، وأنه لا يوجد بحث عن التكامل بين الدول، وإكمال الثغرات. بل إن أغلبها تبحث فقط عن مصالحها وغاياتها الخاصة، من أجل تحقيق سيادتها على المستوى الداخلي والخارجي فتسعى بذلك للحصول على المناصب الأولى عالميا في شتى المجالات، وبمختلف الوسائل، فينتهك الحق بإسم الحق، ويدمر الانسان تحت مسمى الانسانية.

حتى أننا ذهبنا، بذلك إلى إنشاء وتأسيس منظمات، ومؤسسات عظيمة وذات شأن على المستوى العالمي وذلك لتحقيق ما عجزنا عن فعله، ونشر ما يدعى بالأمن والسلم العالميين، لكن سرعان ما باءت محاولاتنا بالفشل، وباتت الدول القوية هي التي تملك المال،والسلطة، والهيمنة الأيديولوجية على العالم،وأن هذه المنظمات ما تحقق سوى مصالحها، بينما الدول والشعوب الضعيفة لا يسمح لها بالتعبير عن نفسها،أو عن قدرتها وإمكانيتها في تطوير شعوبها وأراضيها.

لكن في الواقع كان مفهوم العلاقات الدولية قريبا إلينا،حتى اذا صح القول، يمكن أن نقول أنه كان أقرب من حبل الوريد،ولا يتطلب البحث عنه بذل الكثير من الجهد، فهو يتجسد في احترامنا للاخر،وتقبلنا له كيف ما كان لونه،عرقه، ثقافته، أفكاره،أو جنسيته.هو من خلال احترامنا لعقل الآخر،والتفكر في تميزه،وابتكاراته،وابداعاته، كما أنه يتجسد في فهم إمكانياته، و تقبل طريقة عيشه لحياته،ونمطه في التعبيرعن نفسه.

وبذلك يكون الاختلاف هو مفتاح غنى الثقافات والحضارات،وتطورها لا تخلفها،فتساهم بذلك في ما يسمى بصناعة الإنسان وتاريخه، فنحن لا نحتاج الآن إلى إنسان يقوم بما اعتاد الإنسان البدائي على فعله:كالأكل،أو الشرب،أو النوم…فنحن تجاوزنا ذلك العصر،وأصبحنا في حاجة إلى إنسان يدرك معنى وجوده ومكانته الحقيقية، وقدرته على التحسن،وعلى الوصول لأرقى المناصب، ومساهمته في حل شتى المشاكل العالمية كالمجاعة،و مشاكل المناخ،والاوبئة الفتاكة بالبشرية.

وبالتالي نخلص في النهاية،الى التماس فرق شاسع، بين النظرية والواقع لمفهوم العلاقات الدولية.

فردوس احميتش

طالبة حقوق مغربية,عاشقة للقراءة والكتابة,اكتب عن عدة مواضيع نعايشها في حياتنا اليومية,مثل القانون,الحرية,العلاقات الدولية,الحب,المراة.كما اكتب العديد من الاجناس الادبية