باء بعد الحاء (الجزء الأول)

احساس غير مالوف

خروج عن مألوف الإحساس ونشوة النصر بمذاق مختلف…ترنح بين نون النوايا وحاء الحذر وساعة الفصل عن مفصولها دقت... أولها إحساس بفرقعة صمت حول فؤادي وشعور كغير عادته ألقى تحيته، شعور يشبه فرحا وليس كأي فرح، يشبه دهشة وليست كأي دهشة، ربما هي نزلة برد جعلت مناعتي ترسل سيالات مختلة لعقلي!

ابتسامتها! ابتسامتها هي تلك النزلة برد القارصة شدت أطراف خدي و بدوت كأني أحد شخصيات الجوكر بابتسامته المرعبة الغير مفهومة، أظن أنني لم أنم جيدا فتلك الثمان ساعات غير كافية بعد الآن. لما صدى صوتها يتردد في أذني الآن، ما بال بالي هل جننت حقا ؟ لماذا أرى ملامحها على تلك القطعة الزجاجية التي تعكس ملامحي، هفوة عقلي أسقطتني في خربشة صباحي بمعادلات شعورية معقدة و حلها هو رؤية تلك الإبتسامة مجددا.

أحتسي كافييني الصباحي على نغمات عطرها الرقيق الأرق من نسيم الفجر. وابتسامتي على جرح وجهي لم تفارق. ومسامعي تعيد لي شريط نبرتها الفريدة على رأسها ضحكتها الخجولة ونظرتها المنحوتة بدقة متناهية.

عطرها يدق نافذتي فهذا وقت خروجها للجامعة، لا أعلم كيف فتحتها ومتى قمت من مكاني؟ لكنني ما أتذكره لوهلة أنني غارق في تفاصيل جسدها.بؤبؤي اتسع لوهلة حاملا معه دهشة ملامحها المنحوتة بمداد محار أسطوري. وعلى تراب أرضي جاءت الغريبة من فضائها. دلفت ضحكتها عظلة صدري وجوانحي تعزف سمفونية سعيدة.

أريد نيكوتين صوتها فقد أدمنته بعد أول استماع وإن كان مباشرا فذلك أفضل. احتراز عقلي لا يعمم لكن حماية فؤادي يشكل العام.
متجه نحو جامعتي ونسيم عطرها خلف أثر طريقها،
-اتبع طريقها.
-تجاهل شعورك فربما هو سراب عاطفتك كالعادة .
-هي ليست كباقي العادة فشعوري أقوى مما سبق.
-أدلف بنفسك لذاكرتك وذكر كل تلك الفتيات هل مازلت تتذكر واحدة منهن؟
– لا، بمقدرتي أن أتكهن أن ذاكرتي ستكون أقوى معها.
-هل أنت جاد ؟ أين ولدي القاسي؟
-سأتبع طريقها لن أكترث.
لا تقلقوا لم أجن، الأمر مجرد نقاش خفيف بين عقلي وقلبي!
خصلات شعرها تلوح على مقربة مني.
-صباح الخير (ابتسامتي كالعادة).

-مرحبا ظننت أنك قد أطنبت في خطواتك ووصلت قبلي للجامعة.
– لا ليس بعد الآن فقد أبطئتي حركتي.
-ماذا؟ لم أسمعك جيدا
-معك حق لكنني تأخرت اليوم بسبب شغل شاغل.
-ربما كانت إحدى محادثاتك الصباحية مع إحدى الفتيات أيها الشقي (ضحكة خفيفة).
-أظن أن الأمر مختلف هذه المرة.
ها قد انتهت المسيرة هنا أمام باب الجامعة .علينا أن نفترق حتى لقاء آخر.

باء بعد الحاء (الجزء الأول)

بابا لبير

أنا طالب السنة الأولى بكلية العلوم؛ شعبة رياضيات الإعلاميات, لكن شغفي بالأدب و الكتابة يضاهي شغفي بالعلم. كنت قد شاركت في عدد تظاهرات أدبية كانت محلية منها أو وطنية لعل أبرزها تحدي القراءة العربي الذي مثلت فيه جهتي وطنيا مرتين على التوالي حاصلا على المرتبة 11 و 14, مع أنني أشرع في إكمال روايتي المعلونة تحت " قطرات مطر متبخرة "

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *