حصاد الجولة الأولى من #CAN2019 | بطءُ الإيقاع وغيابُ الإقناع

قُصَّ شريط منافسات النسخة الثانية والثلاثين لكأس إفريقيا، يوم الجمعة الماضي، في حفل بهيج أثبت من خلاله المصريون تميزهم وتشبثهم بثقافتهم المتجذرة عبر التاريخ؛ حيث أخرج المنظمون الحفل الافتتاحي في حلّة رائعة نالت إعجاب الحاضرين بملعب القاهرة. ثم تلتْ ذلك، وبعد دقائق من الإمتاع والإبهار، مباراة الافتتاح التي جمعت المنتخب المصري مستضيف الدورة بنظيره الزيمبابوي، والتي أثبت أطوارها -قطعاً- أن الفوارق بين المنتخبات الأفريقية قد أُلغيت إلى الأبد، وأن أفضلية المنتخبات التي تملك تاريخا وباعاً طويلا في مثل هذه المسابقات صارت جزءاً من التاريخ لا غيْر!
قبل الخوض في تحليل حصيلة مباريات الجولة الأولى من دور المجموعات، نستعرض لكم بإيجاز نتائج كل المباريات:
فاز المنتخب المصري بدون إقناع، وبحصّة صغيرة أدخلت الشك في نفوس الجماهير المصرية؛ فيما حصل الزيمبابويون على احترام كل من شاهد أطوار المقابلة رغم الهزيمة عطفاً على الأداء الذي قدمه رفاق الزئبقي “خاما بيليات” حيث فازوا بمعركة وسط الميدان، لكنهم افتقدوا بالمقابل للنجاعة الهجومية بينما أظهرت المباراة تباعدا لخطوط المنتخب المصري التي غاب عنها الانسجام؛ فلوْلا تألق لاعب الزمالك محمود علاء -الذي فاز بجائزة أحسن لاعب في المباراة- لكانت نتيجة اللقاء الافتتاحي أولى مفاجآت هذه الجولة.
في اليوم الموالي، فجّر المنتخب الأوغندي تحت قيادة الإطار الفرنسي سيباستيان دوسابر، مفاجأة قوية بهزمه للمنتخب الكونغولي المرشّح على الورق، كما بعثر بذلك أوراق المجموعة الأولى باحتلاله للصف الأول متقدما على المنتخب المصري بفارق الأهداف.
وفي المجموعة الثانية، فازت نيجيريا بشقّ الأنفس على المنتخب البوروندي بهدف المهاجم “إيغالو” في مقابلة حسمَتْها الجزئيات البسيطة وخبرة رفاق العميد “أوبي ميكيل”، و حقق منتخب مدغشقر نقطة ثمينة من مباراة شيّقة جمعته بالمنتخب الغيني انتهت بهدفيْـن في كل شبكة.
لم يخرج المنتخب المغربي عن السياق و حقّق فوزاً من رحِم المعاناة أمام منتخب ناميبيا المتواضع الذي ركن للدفاع طيلة دقائق المقابلة، قبل أن يسجّل اللاعب الناميبي “كيمويني” هدفا عكسياً خلص به المغاربة من فوبيا البدايات واسْتِعصاءٍ دام 88 دقيقة رغم محاولات عديدة من زياش، وبوفال الاحتياطي الذي أنعش بدخوله الجبهة الأمامية لأسود الأطلس.
ثاني اللقاءات جمع بين المنتخب السينغالي ونظيره التنزاني، وكان فرصة مواتية لـ”أسود التيرانغا” لتأكيد الترشيحات، استعرضوا وأمتعوا وفازوا أمام خصم لم يستفد من قدرات الثنائي المتميز ساماتا وسايمون مسوفا.
آخر لقاءات اليوم الثالث، ظهر فيه المنتخب الجزائري بصورة جيدة جعلته يدخل بقوة لائحة المرشحين لحيازة اللقب بعد أن قدّم “محاربو الصحراء” طبقا كرويا راقيا بقيادة محرز وبغداد بونجاح، منتصراً بذلك على المنتخب الكيني بهدفين مقابل لا شيء.
احتضن ملعب السلام بالقاهرة اللقاء الثاني من المجموعة الرابعة والذي شهد فوز الكوت ديفوار على جنوب إفريقيا في واحدة من اللقاءات الرّتيبة التي عرفتها الجولة الأولى من دور المجموعات، ومن الفرص القليلة التي عرفها اللقاء نجح “جوناثان كودجيا” في اقتناص النقاط الثلاث لساحل العاج من خلال محاولة خاطفة قادها في نهاية الشوط الأول.
استهل المنتخب التونسي (نسور قرطاج) المنافسات بتعادل مخيّب ضد منتخب أنغولا؛ هذا المنتخب الذي نجح في استنزاف الطاقات الفردية للمنتخب التونسي، ليعود من بعيد بفضل الثنائي “جيرالدو ودجالما” وذلك بعد تقديمه لجولة أولى متوسطة المستوى. وفي آخر لقاءات اليوم؛ دَكّ المنتخب المالي شباك نظيره الموريتاني بأربعة أهداف مقابل هدف في مباراةٍ عرف تدبيرها عناصر المنتخب المالي أمام ضعف الخصم طوال دقائق المباراة.
وفي آخر مباريات الجولة الأولى، استغل المنتخب الكاميروني سذاجة خط دفاع منتخب غينيا بيساو ليحقق فوزا متأخّراً بواقع هدفين دون رد، فيما فجَّر منتخبُ بينين واحدة من المفاجآت الكبيرة بتعادله الثمين أمام منتخب غانا المدجّج بالنجوم، حيث كاد أن يحقق الفوز لكنه لم يستفد من النقص العددي للمنتخب الغاني بعد طرد اللاعب ‘جون بوي’، لتنتهي المقابلة بتعادل أنعش آمال منتخب البنين في المرور للدور القادم.

عموماً؛ قدّمت لنا المباريات التي تم خوضها – لحدود الساعة – مستوىً تقنيًا أقل من المتوسط؛ وهذا راجع لأسباب متعددة يظل أبرزها عامل الطقس وتوقيت المباريات اللّذان لم يساعِدا المنتخبات على تقديم مستوى أفضل؛ كما أن مستويات بعض المنتخبات الإفريقية الضعيف جعل مدربيها ينهجون أسلوبا دفاعياً منكمشاً. بينما المنتخبات الكبرى لم تقدم آداءًا يليق بقيمتها باستثناء منتخبات السينغال والجزائر اللذّيْنِ أظهرا استعدادهما للمنافسة على اللقب الإفريقي. كما أن منتخبا أوغندا وبينين قدَّما أداءاً مستحسَناً قد يؤهّلُهُما ربما للعبِ أدوارَ طلائعية مستقبلًا.

نقدّم لكم في نهاية هذه التدوينة تشكيلة الجولة الأولى من بطولة #كان_2019 :

حراسة المرمى: كازابوا (ناميبيا)، خط الدفاع:- يوسف عطال ( الجزائر)- بنعطية (المغرب)- محمود علاء (مصر)- أولا أينا (نيجيريا).
خط الوسط: كريبين دياتا (السينغال)- فاروق ميا ( أوغندا)- حكيم زياش ( المغرب)
خط الهجوم: سفيان بوفال (المغرب)- ميكاييل بوطي (البينين)- دجالما (أنغولا)
الاحتياط: دانييل آكبيي (نيجيريا)- خاليدو كوليبالي (السينغال)- فرانك كيسي (ساحل العاج)- آداما طراوري (مالي)- إسماعيل بناصر(الجزائر)- جوردان أيو (غانا)- بغداد بونجاح (الجزائر). 
المدرب: سيباستيان دوسابر.
 
إلى اللقاء .. فرجة ممتعة لقادمِ المباريات!
* يُـتبـع .. *

مدونة زوايا

زوايا فريق شاب مؤلف من 10 شباب عرب مختلفي التخصصات والاهتمامات و غزيري الأفكار يجمعهم حب التدوين والرغبة في إثراء الويب العربي بمحتوى مفيد فريق زوايا ذو أفكار خلاقة وعزيمة متأهبة يعدكم بمحتوى مدوناتيٍّ أقل ما يقال عنه أنه استثنائي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *