سأعود قريبا

عن ألم فراق الأم

كان مؤلما جدا عندما علمت أن والدتي ستذهب في رحلة إلى أوروبا.
قبلتني طويلا ودموعي تنهمر من عيني دون انقطاع قالت لي بحرقة وألم “لا تبكي يا ابنتي سأعود في القريب العاجل ” واختنقت أنفاسي في تلك اللحظة؛ لكن حزنها كان أكبر من حزني.

مرت اثنا عشر عاما ومازال كل يوم يمر علي أناجيك وأناديك فأجد الصمت هو من يرد علي وهو رفيقي الدائم.
هي سندي ومصدر طاقتي، رغم خيانة الحياة لي على جميع الأصعدة والجوانب؛ دراستي، أهلي، أصدقائي … لكن عوضني الله بها لأنسى كل ما حدث لي.

هل لنا لقاء آخر يجمعنا في الغربة إلى الأبد ولا أفارقك لحظة واحدة، إنني أحتاجك وبشدة، فأنت يا والدتي الحياة وفي قربك رياض الفردوس الأعلى.

دموعي شوق ولهفة لرؤيتك فلم أعد يا والدتي الحبيبة أجد من يجفف هذه الدموع سواك ولم أعد أجد من يرسم الابتسامة على وجهي سواك.
أصبحت أعيش في عالم غريب لا تحيط به سوى الوحدة والبعد وحرقة الشوق إليك.

فأين هي تلك السعادة التي كنت أعيشها إلى جوارك وفي قربك؟ فإنني لم أعد أجدها بدونك.
كل ما أملك الآن هو سؤال لطالما يراود مخيلتي بين الفينة والأخرى.. فهل يا والدتي سيأتي ذلك اليوم الذي أنام فيه في حضنك؟ ذلك اليوم الذي سأجتمع بك.. يا ليت أيامي القادمة تستطيع إجابتي.

أفتقدك اليوم لدرجة أنني أعاني من غياب عام لن يفهمني بعض الناس لأنهم عاشوا أجمل لحظات حياتهم مع والدتهم. قد يكون غيابك مؤلما لكن أعتقد أنه قد يكون أكثر صعوبة بالنسبة لي. قصتي طويلة وجذورها قديمة في هاته الدنيا الأليمة، لكنني قررت الصبر والصمود، الكلمات تعجز عن وصف ما بداخلي.

أمي، أنتِ النور الذي لا أستطيع العيش دونه ولا الاستغناء عنه فلا حرمني الله من وجهك الكريم

سأعود قريبا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *