طيف

هلوسات منتصف الليل

طيف الأشعة يلامس مسامات وجهي. وعيناي مفتوحتان على غلق نفسي إلى الماضي… استقطابي إلى عالم الميم وهمزة تجثو على واو ولام تقف حاملة سندان بجانبها ميم أخرى انعكاسها هو الميم الأولى…

اعتلال في الإلمام وكل واحد إمام نفسه ولكن هل سيتطلع إلى احتياجات نفسه أم سيضطلع في تلبيتها.
كن فيلسوفا في التمعن. فتمعن بدون بصيرة هو فقط إجهاض للطاقة والبصر. وبصيرة بدون تمعن هو إضطهاد يشبه إلى حد ما اضطهادا شيعيا (اضطهاد غير موجود أصلا).

أفكار تتلاشى وواقع يغرز أشواك عقارب في ساقي… شلل في شلل… شموع تأبى الانطفاء وظلال تأبى التوقف، كسواد ثقب كوني يهدد مستقبلي… أصوات تعلو من حولي وصوت خطوات تتسارع… نبضات قلب تتسابق مع الثواني وأعين تحملق لعل مصيرها يبقيها في مكانها.

ارتجاف كلي… زلزال داخلي… أنفاس ثور هائج تصل إلى مسامعي يمينا ويسارا… أحس وكأن ثمة شخص آخر يشاركني النفق…فحتى ثنائي أكسيد الكربون ليس من زفيري. عيون تحملق لعل نورا ينبعث من قرنيتي وينير النفق… أصابع باردة تسللت إلى كتفي… جمد لعابي كتمثال روماني قديم ينتظر مصيره.

صوت جانح بدأ يجلف على مقربة من أذني:
“جلست أبعث في نثرات عقلي المنتشية
فلم أجد ما أعزف سوى سمفونية كهربائية
بين سيالة عقلي وأحساسي المختلطة الفضائية
لا أعلم كيف أرجع بثانية قبل هذه الثانية لكي لا أفكر بما أفكر فيه بعد هذه الثانية
تترنح أصابعي على لوحة مفاتيح حياتي
تزعج مسامعي بطقطقات كأنها تقول لي ما هذا الهراء؟
!
شعرت بعطش في ذاتي…أحتاج تحقيق أحلامي لكي أروي ضمئي
أنا المتحدث مع الناس بلا عقل وقلب
أنا المرتدي كل يوم قناعي البالي الذي اشتريته من قريني الذي أرغمني على ارتدائه
كل ليلة تظهر فيها النجوم وتخبرني أن الوقت قد حان لنزع القناع والرجوع إلى هلوستي مع نفسي المليئة بالمذاق المالح على خدي…

أنا السعيد حينما أرى غمامة الموت تمطر بشتائها وعروقي تجف من الدم
لا أريد إدخال أحد إلى حياتي فدم ليس من فصيلتي سيؤدي حتما إلى مماتي
تكهنت بمستقبلي المعلول لكن لا أعرف أين تشترى الأماني
إرتقت بي الأيام لأعرف أروقة زماني وصنعت نفسا جديدة غيرت مجرى حياتي ومكاني
نعم لقد أطنبت في الكتابة فإذا ما شعرت بالملل سانتقل لتدوينة أخرى لا تستحمل هلوساتي السخيفة…
سأكتب حتى تتعب سبابتي. فلطالما أردت أن تتعب في صلواتي…
أعلم ما الذي همست به نفسك الآن لكن حب العبد لا يهمني…لا أعلم أهذه برودة اخترقت قلبي أم أنها روح ليست روحي…
فيا من أخذ روحي القديمة هلا أعدتها إلي لقد اشتقت لها واشتاقت لها أمي؟
لا أعلم لماذا وصلت معي إلى هذا السطر وأنت في أتم تركيزك…
أنا فقط أهلوس أتريد أن تكمل معي ؟
لكنني لن أكمل هنا سأكمل في حلمي أحبك حبا يجمعنا فيه الله...”
اختفى الصوت واختفت الضوضاء والتفت حول نفسي فشعرت أن جفوني على وشك الانغلاق…

ملاحظة: هذه الكتابات فقط هلوسات وأحاسيس وصاحبها ليس مريضا بأي مرض جسدي أو نفسي.

طيف

بابا لبير

أنا طالب السنة الأولى بكلية العلوم؛ شعبة رياضيات الإعلاميات, لكن شغفي بالأدب و الكتابة يضاهي شغفي بالعلم. كنت قد شاركت في عدد تظاهرات أدبية كانت محلية منها أو وطنية لعل أبرزها تحدي القراءة العربي الذي مثلت فيه جهتي وطنيا مرتين على التوالي حاصلا على المرتبة 11 و 14, مع أنني أشرع في إكمال روايتي المعلونة تحت " قطرات مطر متبخرة "