في غياهب الليل

خواطر ليلية

في غياهب ليل تهامست نجوم فيما بينها وظلام احتل السماء لإعلان بياضها، ونصاعة قمر بجبروته المعتاد ينير طريق المارة، وليل حزين، وقيام المصلي…

أحاديث فلكية برموزها المعتادة تشير إلى الشمال والجنوب والشرق والغرب،ومنتظر ينظر وبؤرة عينيه متسعة تترقب ترقب النسر نجمة ساقطة لعلها تحقق له جزءا من حلمه وأمنيته التي جعلها الواقع مستحيلة… حرقة في القلب، وعين يغمرها حزن يكاد يدمي العيون…

في ليلة صامتة يبدأ قصته مع عالمه الآخر، يتذكر ذكريات نحتت نفسها في شريط حياته ولم تبرحه… دموع تنهمر كواد موسمي يملأ كل ليلة عندما يدلف الكل إلى نومه، جفون تأبى النوم ووجه اكفهر من شدة السهر، وجسد أصبح يرى بالعينين والعقل في عالم آخر… يطول الحال حتى تخترق أشعة الشمس المتراقصة ثقوب النافذة معلنة وقت النوم والخلود للأحلام.
مراسم لياليه تتكرر، وكالعادة يترقب نافذته لعل دعاءه يستجاب ولعل روحه تعرج للسماء وهو يردد كغير عادته :
“تكهنات قبلية في معشر حظ منزوع
وكلمات نبذية من نبيذ فاخر مدفوع
بخطى ثابتة يخرج كلمات من فمه
ترياقها هو ترياق سم أفعى شيطانية
وصوته فحيح مزمجر بتعابير وجه طاغية
احتلال نمطي من عالم استبدادي
ارتباط جذري بشر كبير غير مرئي
بين عيون حقد وبغض تولدت نار في البؤبؤ
وبين الشفاه ضحكة شر فاقت إبليس فزاعة
وقوى خفية سخرت إلى عالم لعالم السواد دون عالم البياض
أروقة برموز شيطانية وحروف بدماء رسمت بخط فني
أهذا فن أم كتابة مصير آخر
انفصام تحول لانفصال
روح جوفاء تآمرت على نفسها
وعقل تخدر بأشلاء من غدر الماضي
ركاكة عبارات تلعثم اللسان في نطقها
ووحدة خنقت جوانح المكتئب في الزاوية التسعين من غرفته
من نور خافت عبر شق النافذة شظى رياح تنغمس في أنفه
تختلط مع كآبته السوداء وتعطي لونا شاحبا كجدران مبنى مر عليه الدهر بأنامله
استفسار يقيني من عالم آخر
بغرغرة تعلن اقتراب النهاية
حمل رأسه للسماء بعينين تلمعان بدموع جامدة تحت جفونه
سقطت الأولى وأعلنت عن مطر محزن في تعابير وجهه
دلف بنفسه في نفق الهروب من الواقع (النوم) لعل الغد يصبح أفضل
واستيقظ على سؤال من غريبين في فسحة ضيقة”

أكمل هلوساته وعاد مستسلما لفراشه.

في غياهب الليل

بابا لبير

أنا طالب السنة الأولى بكلية العلوم؛ شعبة رياضيات الإعلاميات, لكن شغفي بالأدب و الكتابة يضاهي شغفي بالعلم. كنت قد شاركت في عدد تظاهرات أدبية كانت محلية منها أو وطنية لعل أبرزها تحدي القراءة العربي الذي مثلت فيه جهتي وطنيا مرتين على التوالي حاصلا على المرتبة 11 و 14, مع أنني أشرع في إكمال روايتي المعلونة تحت " قطرات مطر متبخرة "

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *