كهويتي الزرقاء أنت “الجزء الثاني”

رسائل لاجئ

رابط قراءة الجزء السابق


تحية الأوطان وسلام القدس إليك؛ كيف حال جميلتي اليوم؟ كم سرا سأخبرك كل يوم؟ كم من الأساطير والأفكار التي تبعثرني ليلا تدور في عقلي وفي خلدي وتقض مضجعي.. أراك في كل مكان حولي في يقظتي ونومي، في حلمي وعلمي…
هل أنت مجبورة على احتلالي حقا؟ هل ستحتلينني في شهر مايو كما احتلنا الاحتلال في الخامس عشر من مايو وكان يوم النكبة التي لا تزال ذكراها راسخة في مخيلة كل فسلطيني وفلسطينية وآثارها الوخيمة جلية على أرضنا وتاريخنا لحدود اليوم….؟
ولكن تشتتي ليس كالانتداب البريطاني بل هو كالأسير خلف القضبان.. تأسرينني كالسجان دون رحمة ولا شفقة.. ماذا أفعل بك ماذا!!!

الساعة الأولى: جلست أمام نافذة غرفتي ورأيتك تشربين الشاي الأخضر مع والدتك، الشاي الأخضر الفلسطيني ذو الرائحة الأخاذة والطعم الرائع، سمعتكما تتحدثان عن ثورة الانتفاضة الأولى في فلسطين، كانت تروي لك ما حدث أثناء الهجرة ..!

انخطفت ألوان وجهك وصوتك أصبح كموسيقى إيطالية قديمة لا يطيقها هذا الجيل.. موسيقى لا يسمعها ولا يطرب لها سوى الجيل الأصيل…
أفهم حزنك ودموع عينيك لكنني أنا أيضا مقيد بهوية اللجوء وأنت قيدتني بحبك القديم وترفضين إطلاق سراحي..!

…..
الساعة الثانية: ماذا لو قلت لك معنى أن أطلق عليك لقب هويتي الزرقاء
أنت في أول لقاء في المخيم الجبار، رأيت في عينيك حزن النكبة والنكسة ..!
رأيتك فتاة نادرة في مكان صغير وململم كسفرة الطعام الخفيفة والململمة في عشاء يوم الأربعاء…!

…..
الساعة الثالثة والأخيرة: أنت تعلمين بأنني أحبك لكنني أخشى أن أحزنك يوما، أريدك سيرا وطريقا وفكرا وقلبا لأن أحلامنا جمعتها وكالة ملعونة وهوية زرقاء لامعنى لها في أعضاء جسمي المصاب من رصاص الاحتلال …!

يا جميلتي… دعك من كل هذا وشدي على يدي بكف يديك الناعمة لنسير على لقاء واحد كتبه الله لنا في هذه الدنيا وفي الآخرة… لنا جنة ..!

أحبك بقلب لاجئ لا يريد إلا العودة…
انتظري ما سأخبرك به في رسالتي القادمة…

كهويتي الزرقاء أنت “الجزء الثاني”

منى حسام

مدونة فلسطينية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *