هدفك أولى

تثمينا لمن قال: ما حك جلدك مثل ظفرك

هي الأيام تدور دواليك، كعقارب الساعة الآن، لا تتوقف إلا أن يأذن الرحمن، ولا تعرف كيف تمر سريعة كالبرق وأنت على محمل جمر مشاكل الحياة وهمومها التي لا تكاد تنتهي وأحيانا لا تطاق.

إن النظرة إلى الخلف تجعلك تتذكر أكثر التفاصيل إيذاء لكَ، لنفسيتك، لذهنك ولجسدك، لكن وبالرغم من ذلك، في خضم تلك التفاصيل تتذكر نقاط القوة التي كانت تمنعك من أصوات المتشائمين وترفعك عليهم.
حقيقة، لم تكن هي الأصوات الأعلى في رأسي، فقد كان صوت ما بداخلي دائما ما يدفعني إلى هدفي الذي كنت أرتجف كل ليلة من شدة السهر لتحقيقه، أتذكر بشكل دقيق تلك الجمل التشجيعية التحفيزية التي كنت قد وضعتها على كل حائط من حيطان غرفتي الأربعة لتراها عيناي لكما استفاقت من النوم وكلما جالت ببصرها؛ لم أعتبرها يوما جملا تشجيعية فقط، بل كانت كهمس ملائكة الرحمان الذين يمدونني الشجاعة ويشحنونني بالزاد لكي أستمر نحو هدفي بكل ثبات وعدم تذكر الفشل الذي مررت به.

لم أحتج قط أو أرغب في التحدث لأي شخص عن المشكل الذي جرى لي طوال كل الأيام التي مضت، لأنني كنت مقتنعة كثيرا أن لا أحد يستطيع مساعدتي، وحتى إن استطاع فلن أتحمل نظرة شفقة منه أو منا بعد ذلك؛ هل تعلم؟ أنا من الأصل لن أستطيع أن أتحدث عن المشكل، لأن صورتي الداخلية لا زالت للآن لم تتقبله تمام القبول، لذلك قررت أن أنصح نفسي بنفسي، أن أجعل هدفي أكبر أحلامي؛ فبالقليل من التخطيط والكثير من الجهد سأصل لامحالة.. يجب فقط أن أضع بيني وبين الأفكار السوداوية حائطا سميكا غليظا لا يشف ولا يستشف.
فعلا توقفت عن تثبيط عزيمتي وألغيت السلبيات من حياتي وكبحت سياط اللوم التي ما فتئت أكيل بها لنفسي عند كل عثرة وكل زلة وكل سقطة، وعلى النقيض أضفت إليها إيجابيات بديلة تجعل مني إنسانا أفضل، فقبل التفكير في تحقيق الأهداف والطموحات الجميلة يمكنك أن تصبح إنسانا أفضل وأنجح بمجرد التوقف عن اتخاذ مواقف وهواجس تجعلك قطعة هرئة صدئة عتيقة ومكسورة غير قابلة للتطوير والإضافة.

هدفك أولى

رانيا سمحاوي

طالبة تقني متخصصة في التنمية المعلوماتية ،وناشطة جمعوية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *