هل تقتُلنا الوحدة ؟

يشكّل الشعور بالوحدة أكثر المشاكل التي أصبحت تهدد قوة وتماسك المجتمعات في العالم المعاصر، وذلك راجعٌ لمجموعة من الأسباب والمحددات، منها ماهو مرتبط  بالعامل الثقافي وتغيُّر بنية المجتمعات، ومنها ما هو مرتبط بالتطور التكنولوجي.. وهذا ما يدعو إلى طرح عدة تساؤلات من قبيل لماذا نشعر بالوحدة؟ وكيف يمكن أن نتغلب على هذا الشعور ؟
هناك عدة عوامل قد تُسقطك في فخ الشعور بالوحدة، فمثلا عندما تشتغل ثماني ساعات يوميا وفي بعض الأحيان اثنتي عشرة ساعة يوميا تجد صعوبة بالغة في تكوين صداقات جديدة أو ممارسة أنشطة رياضية أو ثقافية مع صديقك نظرا لضيق وقتك وشعورك بالتعب، مما يولد لديك الإحساس بالضجر من روتين حياتك وبالتالي شعورك بالوحدة؛ لقد نبه العديد من الأطباء والباحثين إلى خطورة الشعور بالوحدة حيث يرى الدكتور “جان كاتشوبو” أستاذ علم الأعصاب والسلوك الاجتماعي  بجامعة شيكاغو أن الشعور بالوحدة ليس له تأثير على الجانب النفسي فقط، بل هو أيضا مشكلة عضوية، فمثلا السمنة ترفع معدلات الموت المبكر بنسبة 20% أما الكحول فترفع تلك النسبة بـ 45%، و الوحدة ترفع احتمالات الموت المبكر بـ 40 %! فماهو الحل؟
يستلزم الشعور بالوحدة علاجا نفسيا مكثفا، لكن هناك العديد من الأنشطة التي يمكن أن نمارسها لكي لا نسقط في شباك هذا الشعور؛ فمثلا ممارسة الرياضة في القاعات المخصصة لهذا الغرض أو في الهواء الطلق له فوائد نفسية جمة، وهو ما سيجعلنا منفتحين على تشكيل صداقات جديدة  والخروج من الانغلاق على الذات. أيضا، يعتبر الجلوس أمام الحاسوب أو مسك الهاتف الذكي لساعات طوال أحد العوامل الرئيسية المعززة للشعور بالوحدة، لذا لا بأس أن يتحرر الإنسان من هاتفه ويذهب في خرجات لأحضان الطبيعة بدون هاتف من أجل زيادة فرص الاحتكاك مع الناس في الحياة الفعلية.
وأخيراً “القراءة”.. يمكن القول أن القراءة بمثابة كافيين منبه لعقل النائم، فكيف يمكن لعقل محَصَّنٍ واعٍ ومثقف أن يكون فريسة لوحش اسمه “الوحدة”؟ 

عزيزي القارئ، نصيحتي الأخيرة؛ اجعل من القراءة عادة يومية تغذي عقلك وتجعله منيعا. يقول الكاتب الروسي أنطون تشيخوف “اكتسب عادة القراءة فسَيَحين الوقت الذي تعرف فيه قيمة هذه العادة”.

مدونة زوايا

زوايا فريق شاب مؤلف من 10 شباب عرب مختلفي التخصصات والاهتمامات و غزيري الأفكار يجمعهم حب التدوين والرغبة في إثراء الويب العربي بمحتوى مفيد فريق زوايا ذو أفكار خلاقة وعزيمة متأهبة يعدكم بمحتوى مدوناتيٍّ أقل ما يقال عنه أنه استثنائي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *