وما الضير إن بدأنا من جديد

عن الأخذ بالأسباب مع اليقين بالله

من منّا لم يراوده ذلك الشعور بالتعب، وتلك الرغبة الجامحة في الاستسلام، بعد محاولات عديدة باءت بالفشل، بعد سعيٍ مُنِيَ بالخسارة، أو بعد كبوات متتالية أفقدتنا القدرة على المواصلة، ضَللنا الطريق فوجدنا اليأس يهوي بنا في الحفر، حُفر الحياة التي لطالما ظنناها طرقا معبدة أمامنا، بساطا لا انعراج فيه وها قد اتضح العكس!

رغم اختلاف أوضاعنا وظروفنا، ورغم اختلاف أهدافنا وطموحاتنا إلا وقد مررنا جميعا بهذه اللحظات العصيبة، لحظات تتعب فيها أرواحنا، تتوارى فيها أحلامنا ويندثر صبرنا، فنبيت عاجزين، فاقدين القدرة على المواصلة. لكن ما العيب في ذلك ؟

ليس لأننا لم نستطع الوصول والصبر سنتخلى عن أحلامنا و طموحاتنا، ستكون هذه الفترة فترة راحة ونقاهةٍ ليس إلّا؛ سنصبح بعدها قادرين وكل القدرة على النهوض من جديد، سنستجمع قوانا وأفكارنا لنخطُوا بقِدَمٍ راسخة في طريق اخترناه، نحو هدف رسمناه، وحلم نسْجناه.

خُلقنا في أحسن تقويم لذا وجب أن نعرف قدراتنا اللامحدودة، وننفض الأوهام التي حجبت عنّا إمكانياتنا الهائلة و تكويننا العظيم الذي ننفرد به، بمجرد أن يؤمن كل واحد منّا بذلك الشيء الذي يريد تحقيقه، ثم يدعه يمشي في عروقه، و يفكر فيه باستمرار، يخطط له و يضعه موضع الفعل، لحظتها مهما كانت التحديات و العراقيل التي ستصادفنا في طرق مسيرنا المختلفة لن نستسلم إطلاقا، سنتحدى الحياة ولن ندع شيئا يتحدانا أبدا ، لأن الأمر بأكمله يبدأ باتخاد قرار شخصي و ينتهي بنجاح نسعد بثماره و بينهما تحديات جعلنا الله قادرين على اقتحامها و الاستفادة منها، هي صعوبات لكن تحمل في طياتها الكثير من الخبرات و المهارات التي سنكتسبها في طريقنا إلى القمة.

واعْلَمْ -عزيزي القارئ – أنّ مصدر قوة الإنسان وسر توجهه المستمر هو التوكل على الله، فما دمنا نستعين به، وما دام لنا هدف و سبب نعيش لأجله فسنستطيع أن نصمد أمام كل الخسارات بأي طريقة و على أي حال ومهما كانت الظروف، لأن الناجحين الحقيقيين لا ينتظرون أن تأتيهم الفرص الملائمة على طبق من ذهب للبدء بتحقيق أحلامهم والوصول إلى أهدافهم، بل يصنعونها بأنفسهم، بشغفهم، وإيمانهم، موقنين بأن الله لن يخيب سعْيَهم.

ختاما، مهما اشتدّ السواد واتضح أنه لم تعد تلوح أي بارقة أمل من خلال سحاب الحياة الحالكة، سيأتي الغد حتما فتزول كل اللحظات المعتمة شديدة الثقل لتشرق شمس الأمل من جديد، فقط عليك أن تعلم أنك كل شيء لنفسك، أنت من يستطع النهوض و التمسك بقوة كي لا تسقط مجددا، أنت من يحمل شعلة النجاح داخله، فقط توكل على الله وابدأ من جديد؛ وقُل: “أنا أستطيع”!

التربية الجنسية

وما الضير إن بدأنا من جديد

حسناء اسفولا

حسناء اسفولا طالبة مهندسة سنة الأولى بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بالحسيمة، فاعلة جمعوية؛ عضوة مؤسسة بجمعية سفراء الأمل بمدينة مكناس و كذا عضوة بجمعية التضامن الاجتماعي.  جد شغوفة بالقراءة و الكتابة خاصة باللغة العربية.