وما الضير إن كنا مستغانميات

عن سحر كتابات أحلام مستغانمي أتحدث

أصبح الجميع يحاسب الأنثى كون أحلامها لم تعد تقتصر على الحصول على زوج، وإنجاب الأولاد وتربيتهم، بل أصبحت منفتحة على شتى جوانب الحياة، أصبح لها هامش كبير من الحرية والذي أتاح لها أن تعبر وتحلم كيفما شاءت دون أدنى قيود؛ هي الأخرى أصبحت قادرة على أن تحرق الأخضر واليابس في سبيل تحقيق ما يراودها، وربما لها من المتمنيات ما يجعلها تكافح إلى النهاية في سبيل أن تصل ولو كان ذلك على حساب حياتها

أقول كلامي هذا، بعد أن تناقشت مع أحدهم ليلتها على حسابي الخاص عبر مواقع التواصل الاجتماعي، شده عنوان مقابلة كانت قد أجرتها جريدة إلكترونية معي عن مؤلفي الأول الذي خصصت جزءا هاما منه للحديث عنا نحن الإناث، وما نتعرض له من زلات في علاقات الحب التي غالبا ما نكون ضحاياها في الأخير، حيث قرأت منذ مدة أن هناك دراسات أثبتت على أن النساء هن الأكثر تضررا من انتهاء العلاقة مع الشريك، على العموم ليس هذا هو حديثنا، حدثني ذلك السيد عن كون تفكير أحلام مستغانمي، الكاتبة الجزائرية التي جابت رواياتها العالم العربي بأكمله، بدءا من “الأسود يليق بك” مرورا بالثلاثية الرائعة، تفكيرا سطحيا وليس هناك استفادة مهمة من رواياتها، حتى أنها تناقش كعادتها أشياء متكررة لا نفع فيها، بدءا من التعرف على الشريك وعيش أحداث جميلة عابرة قد يتذكرها الإثنان طوال حياتهما، مرورا بمرحلة الغيرة المفرطة ومن ثم اقتراب موعد دق طبول الوداع، وفي الأخير يحصل ما كان في الحسبان، فتثور الأنثى وتصبح أهم أحلامها إثبات نفسها من خلال دراستها، وبالتالي عزوفها عن تكوين العلاقات بعد أول قصة حب فاشلة..
حينها تساءلت، وما الضير من كل هذا؟ ما الضير إذا اختارت الأنثى إثبات ذاتها قبل أن تقبر سنوات شبابها بزواج مبكر ورثته أما عن جدة؟ ما الضير إذا كنا جميعا مستغانميات …؟

الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي

ربما كلامه يحتمل الخطأ كما يحتمل الصواب، أعترف أنني من بين القراء الذين تغريهم الروايات أكثر من الكتب العلمية والفلسفية وغيرهما، وربما لم أستفد من روايات أحلام الكثير، لم أتمكن من أخذ معلومات تاريخية تغني النقاش لدي في كل مرة أسأل فيها عن حدث تاريخي، وربما لم آخذ من كتابات مستغانمي معلومات قد تتواجد في مقالات علمية ولا توجد بكتاباتها، لكني أخذت تعبيرا راقيا لسيدة أكن لها الكثير من الحب، والتي جعلت من كتاباتها طريقا هينا لكسب قلوب الملايين من الناس من أنحاء الوطن العربي وخارجه..

أتذكر أن أحدهم قال لي أيضا بأن أحلام وغيرها هن من يجعلن من نصف فتيات العالم عوانس دون زواج، في الوقت الذي تستمتع فيه مع زوجها الذي يملك من الثورة ما يجعلها تتوقف عن الكتابة دون الحاجة إلى أرباح رواياتها، استفزني كلامه كثيرا، فتذكرتها عندما قالت: “الكتابة بوح صامت، وجع لا صوت له، لكننا ننفضح دوما به، ننسى أن الحب لا يكتم سرا”، هنا عرفت أنه ليس معظم الكتاب الذين يكتبون يفعلون ذلك لغرض المال، بل لأسباب أخرى لا يعرفها غيرهم، ويوم تصبح كاتبا ستدركها أنت الآخر ..

قرأت جل كتابات أحلام ولست أعتبرها قدوة لي، لأنني لا أملك قدوة في مجال الكتابة من الأساس، بل تستهويني الكثير من الكتابات، وربما أعجب بعبارة على جدران حينا وضعت لمساته من قبل رسام بعدما أنهى لوحاته فجاءه الإلهام ليترك لي ولأمثالي عبارة رقيقة قد يسعد بها قلوب الكثيرين مثل قلبي، ولا أعجب بكتاب يحوي المئات من الصفحات أحدث ضجة كبيرة على جل مواقع التواصل الاجتماعي، لست أمجد أحلام أو أقول عليها أروع الكتاب على الإطلاق إلا أنني أحب طريقة لعبها بالكلمات والأحداث، وأتفق معها في الكثير من الأشياء التي حاولت إيصالها عبر ثلاثيتها التي ضاعت نصف حياة من لم يقرأها بعد

قد نختلف أيضا في أشياء، ولكن الاختلاف يضل دائما بداية الحوار، لكن لن أختلف في كون “أحلام مستغانمي” أديبة لن يكررها الزمن، وسأضل أحمل لها من الحب ما يدعني أقتني كتبها في كل مرة تحرك فيها القلم ..

تقول أحلام في عبارة كلها حياة : “اسرقوا من العمر حياة، قبل أن يسرق العمر أجمل سنوات حياتكم” .. فسارعوا لسرقة الحياة … ولنكن جميعا مستغانميات ..

وما الضير إن كنا مستغانميات

مريم وكريم

مريم وكريم، أبلغ من العمر 19 ربيعا، طالبة جامعية، أقطن بإقليم طاطا . كاتبة و مدونة مغربية .. ناشرة على منصة رقيم، و مقال كلاود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *