الحب لا يكفي

عصارة مركزة لكل باحث عن الحب

أتذكر جيدا أني خضت مرارا العديد من العلاقات، وفي كل مرة كان ينقص عنصر الكمال في إحداها.
أتذكر في علاقتي الأولى كان الحب ولم يكن التفاهم؛
في علاقتي الثانية كان التفاهم عقلانيا كثيرا لكن العلاقة كانت باهتة تفتقر للحب؛
في علاقتي الثالثة كان التفاهم والحب موجودين بوضوح لكنهما احتاجا الى الاحترام وتقدير الذات؛
في علاقتي الرابعة كان الوضوح تاما بيننا إلى أن سيطر الملل وكان هو السيد، لم يكن الحب أو قلة التفاهم أو انعدام الاحترام سببا! الغموض رائع رغم أنه ليس محببا عند الجميع… انعدامه يقلل من حيوية العلاقة ووجوده شيء ضروري.

في علاقاتي الأخرى دائما ما كان هناك خلل، كانت تفتقر إلى شيء ما! أتذكر أن جميع النساء اللواتي عرفتهن كن جميلات ولكن ذلك لم يكن كافيا!
ربما أنا رجل متطلب للغاية ومعاييري دقيقة جدا، ربما أنا رجل به مشكلة ..لم لا؟ ربما! كل شيء وارد، لكنني أعرف شيئا جميلا ودقيقا سأخبركم به: نجاح العلاقة يتطلب الحب، التفاهم، الاعتدال الروحي والنفسي لدى الطرفين، الاحترام، إعجابهما ببعضهما في الخصال وتقبل العيوب ليس فقط التغاضي عنها بل حب المحبوب للمحب في ذاته كما هي، فالمحبوب ليس لوحة فنية تبدأ رسمها كما يحلو لك في مخيلتك ثم ما تفتأ تعكف على انتقادها.. ابحث لك من البداية عن شخص تجد فيه معاييرك الخاصة أو تراجع!

وكي لا أنسى، العلاقة لا تنجح من دون تضحيات، إذا لم يكن لديك صبر وليس لديك مبدأ التضحيات فلا تتقدم نحو الحب… وكإشارة للغموض وكي أوضحه أكثر؛ هو عامل يضفي على العلاقة رونقا فريدا .. به يظل الطرف الآخر يبحث عن محبه ويبقى ذلك الشغف قائما… في الكثير من الأحيان تموت الكثير من العلاقات في الوضوح وتحيا أخرى في الغموض الايجابي.

إن الحب والغيرة والاحترام والتفاهم كلها مقادير لخلطة سحرية تجعل العلاقة شيئا جميلا، فلا تجعلوا تجربة واحدة تترك لديكم انطباعا خاطئا عن الحب فربما يكون ارتباطك بالشخص الخطأ أو اختيارك ليس مناسبا أو أنك أنت الشخص الخطأ في نظر الآخرين!!

ختاما، هناك سبب دفين يجب عليك فقط معرفته خلال بحثك، ناهيك عن معرفة معاييرك وأن تختار بحكمة ففي الحياة فرص كثيرة، ويوجد أشخاص رائعون وأنت فقط لم تجد نصفك المناسب… وكما قال أجدادنا “سال المجرب لا تسال الطبيب”.

الحب لا يكفي

يحيى أزمي حسني

اعمل في مجال التجارة والخدمات العامة