حلم يتجدد

رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة

رطوبة حلقي من صخب الهدوء قد جفت… أنا بطل نفسي ولعل نفسي استثناء، فالعلوة للشهوة دون عناء والارتجال مصيدة للفشل. ظلام الشمس يعمي بؤبؤي وقرنيتي تنغلق على نفسها. عكس الأمور هو الأمر المعاكس للعكس، والأمر المعكوس هو حلمك المتبدد أمام تلك القرنية.

سلام بحاء خلف الميم تلوح وحرم بباء قرب الميم يكتسح. لا أريد أن أروي ظمئي بفتات من عمل رديء ورتيب ولا أريد تمزيق خلايا عقلي من أجل أجر زهيد، أستحق حلمي وحلمي يستحقني. أنزع كل ليلة قلمي من جوف فؤادي وألطخ ورقتي بكريات حمراء فارغة من الأكسيجين لعل الكتابة هي أكسجيني، ماذا في الأخير؟ إبهام وسبابة مرهقة بجانبها ورقة مبللة عليها خربشات معتوهة هل هكذا سأحقق هذا الحلم ؟

جفون تلمس طرف العين وعقل يصعد ستارها؛ لا زال العرض لم ينتهي.
مذاق مالح على خدي وحواسي يساورها الشعور بدوبامين النجاح، أسرح عيني فيما حولي فيما أدلفت نفسي فيه، وأرى على كلتا اليدين سهلا فسيحا من الألم والعذاب وجبالا من النجاح والتألق. انتشرت بين قبور غرفتي لهيب خربشاتي، وقريني على الأريكة متكئ يترقب هذا المتعجرف لعله يصلح كل شيء ويخلد لنومه الهنيئ. بنظرات إيرينيس أخطف حبري وتبدأ سمفونيتي في الإكتمال. حرف بحرف يدندن وكلمات تسمع صوتها كأوبيرا موزارت الفاخرة في حفلات الحكام. أحس بشعلة تحرق يدي لوهلة وتسعد فؤادي في ذات الوقت. لا أريد أن أستلقي الآن وأستسلم ولا أريد أن أضاجع حلمي في خيالات الفاشلين.

أتشوق لتحسسه لمشاهدته وهو على مقربة من البلوغ.
هل أنت حالم بشيء؟ تريد فعل شيء؟ أو تفكر في فعل شيء؟
مللت من كلمة سأبدأ غدا، لا توجد إمكانيات كافية، أنا لن أستطيع، أنا فاشل؟
هل تريد أن تنحصر في تلك الغرفة لسنين؟ هل أنت راض كونك عاملا غير راض عن حياته؟ هل تريد أن ينتهي بك المطاف في الزاوية التسعين من غرفتك وأنت متدل على عدة “إنشات” من حبل بالي؟
يبدو أنك لا تريد ولن تريد. لكي تنعم سلالتك بالسلام حل تلك العقدة التي تبلل تفكيرك. فيبدو أنك ترى مقدما ما يأتي به الزمن، أما الحاضر فاللامبالاة هي نمط حياتك فيه.

فأنت تستطيع أن تدرك أن معرفتنا ستموت يوما، ستموت في تلك اللحظة التي يوصد فيها باب المستقبل.
خد نفسا عميقا وعمق حلمك سيكلفك أيضا. لا تكن ودودا مع حلمك كن عنيفا بعض الشيء، فحلاوة تحقيقه هي نبضات الانتصار.

هيا انهض الآن هل تنتظر مقبلات أو ما شابه؟ هيا انهض.
انتظر، كن عنيفا ولا تنسى، فرحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة.

حلم يتجدد

بابا لبير

أنا طالب السنة الأولى بكلية العلوم؛ شعبة رياضيات الإعلاميات, لكن شغفي بالأدب و الكتابة يضاهي شغفي بالعلم. كنت قد شاركت في عدد تظاهرات أدبية كانت محلية منها أو وطنية لعل أبرزها تحدي القراءة العربي الذي مثلت فيه جهتي وطنيا مرتين على التوالي حاصلا على المرتبة 11 و 14, مع أنني أشرع في إكمال روايتي المعلونة تحت " قطرات مطر متبخرة "

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *