“عبق الماضي” الجزء الخامس

عن العلاقات البشرية

لقراءة مقالات سابقة لنفس الكاتب وتحت نفس المسمى:
(1)  (2)  (3)  (4)


أغلب العلاقات فيما بيننا نحن البشر قد تصل بأحد الأوقات إلى مراحلها الأخيرة ألا وهي النهاية، بلمح البصر في غفلة عن قلوبنا وأحاسيسنا تنتهي مدة صلاحيتها وقد يصاحب ذلك عدة أشياء لا يمكن توقعها… وقد نتمنى للحظة لو تفادينا تلك العلاقة منذ البداية سواء كانت صداقة أو أخوة أو محبة أو أي شيء آخر…

تأتي أحيانا الرياح بمالا تشتهيه الأنفس لتبعثر الاتجاهات يمنة ويسرة، كإشارات المرور، فلا نستطيع إكمال الطريق حتى النهاية، وأحيانا نصدم ثم نندهش حين نرى أنفسنا لم نتقدم ولو خطوة واحدة لبدء أمر صحيح ومتوازن ومثالي، لنجد أنفسنا نطرح عدة أسئلة أبرزها: لم كل هذا؟

سئمت من تلخبط الأفكار، بل سئمت أن أسأل وأنتظر الجواب من أحد أو أنتظر لربما يتغير الجو وتشرق شمس يوم جديد مع بداية جديدة، مللت وأنا أنظر إلى المرآة لأرى أخطائي وأراجع نفسي ليفهمني الجميع ويتقبلني الكل بدون استثناء لأني بكل بساطة في نظرهم مختلف عن الجميع.

كرهت أن أراهن بنفسي وأنا لا أعرف بعض من يستحق بالفعل أن أراهن بها من أجله، لأتجنب السقوط وسط الملعب وأفقد سيطرتي لمسايرة مجرى الأمور فأتوه.

هي تقلبات الحياة التي تسبب أحيانا اضطرابات بعقول البشر وتحدث فجوة تتآكل ويزداد حجمها مع تلوث الافتراضات التي تتزاحم مع نفسها داخل عقولنا، وتحدث الفوضى لتصل في النهاية إلى هول الانهيار، تنهار حكاياتنا تماما ثم تصمت ضحكاتنا ونخاف أن ننتهي من كل شيء فيسقط كل ما سعينا جاهدين لبنائه.

منا من ندم وسعى للبدء من جديد، ومنا من رفع يده عاليا معلنا فوزه وانتصاره في لعبة ملغومة أسموها الحياة، ومنا من أراد إغلاق عينيه وانتظار ردة فعل تصلح الأمور وتهدئ وتلطف الأجواء، ومنا من وجدها وسيلة لمحو الأشياء المملة دون أن يرهق نفسه بكثرة التأويلات الفارغة ثم ينسحب بهدوء قاتل لينتهي من شيء لم يعتبره موجودا منذ البداية ويكمل الطريق إلى هناك حيث توجد هذه النقط……………

“عبق الماضي” الجزء الخامس

سعد الدين زياد

لست سوى مجرد كاتب هاوي عاشق للحروف و محب لتكوين لوحة فنية نابعة من الأعماق تجذبني إليها لعلها تخفف من الجروح الغائرة التي لم تشفى بعد رغم مرور كل هذه الأيام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *