الطلاق ليس نهاية الحياة

لكل امرأة مطلقة

يعتبر الطلاق من أقسى التجارب التي يضطر الكثيرون إلى خوضها في حياتهم العاطفية، حيث إن تخطي فشل عاطفي في علاقة الزواج ليس بالأمر السهل، بغض النظر عن الأسباب التي أدت إلى ذلك.

قد يحدث الطلاق وقد يظن أحد الشريكين أنها نهاية العالم، وأن الاستمرار مستحيل بعد ذلك، لكن الحياة تستمر، وقد يكون الطلاق في الكثير من الحالات، هو مفتاح السعادة الحقيقي خصوصاً عندما تصبح الحياة مستحيلة بين زوجين، لأن التفاهم بينهما أصبح منعدما، بسبب سوء تفاهم أو مشاكل متراكمة أو غياب الانسجام والحب، ويخلف وراءه نفسيات محطمة وقلوبا مدمرة، وعش زوجية مخرب، ويشعر المرء في لحظات عديدة أنه لن يستطيع تخطي الأزمة.

يجب على المرأة المطلقة أن تستعيد حياتها في هذه الظروف لتبدأ في نسج خيوط حياة أخرى تعيشها بنجاح بعد ذاك الإخفاق وأن تثق أن الفشل هو طريق النجاح، وأن هذا التعثر ليس نهاية الدنيا، وأن على الانسان أن يبدأ من جديد بصلابة وقوة وتصميم على صناعة واقع متفوق، ومنتج، وسعيد. فأن يكون الفشل ليس معناه أن الفتاة ليست مؤهلة لتكوين أسرة، وإدارة بيت، والحصول على توافق وجداني وحياتي مع شريك آخر، فالمرأة المطلقة ليست إنسانة فيها نقص أو خلل أخلاقي أو نفسي، بالتأكيد أنها خاضت حروبا وصرعات نفسية لا يعلم بها أحد، من أجل الحفاظ على حياتها الزوجية، ولكن قررت مصير حياتها ورأت أن أساس الـحياة الزوجيـة القائم على المودة والرحـمة لا وجود له بينهما.

لكنها أصبحت موضع اتهام ومذنبة بنظر المجتمع، ترى، كم من امرأة في مجتمعنا تعاني جراء الحكم المطلق ذاته، لا لسبب إنما لأنها قررت أن تعيش بمفردها حتى يعوضها الله خيرا من زواج فاشل، وكم من فتاة أجبرت قسرا على أن تتزوج من رجل لا يناسب تطلعاتها، لأن الكثير منهن يشعرن بالنقص وعدم الثقة بسبب نظرة المجتمع، وتقع المرأة المطلقة أسيرة هذه الحالة بسبب رؤية المجتمع السلبية لها، وقد تلاحق بسيل من الاتهامات وتطارد بجملة من الافتراءات، فتعاني المطلقة غالبا من معاملة من حولها، وأقرب الناس إليها.

لكل امرأة كتب عليها الطلاق؛ هذا الأخير ليست نهاية المطاف، بل بداية لتحقيق الأفضل، فقط احرصي على الصلوات وقراءة القرآن الكريم والذكر والاستغفار وأكثري من الطاعات قدر ما تستطيعين، ففيها السلوى والفرح والسعادة. ونعم سعادة القرب من الرحمن.

اجتهدي في عمل برنامج يومي لك يكون ممتلئا بكل ما هو مفيد لك من قراءة وصلة الرحم، بحيث لا تكون هناك دقيقة فارغة فيه، وأسرعي بقاربك الجميل بمجدافين من إيمان بالله وثقة بالنفس وسوف تصلين بإذن الله نحو جزيرة السعادة والنجاح؛ وعندها حتما سيكون للحياة معنى آخر.

والمطلوب هو التفاؤل والنظر للأمام دوما وعدم اليأس، عدم النظر للحياة الزوجية بأنها الحياة الوحيدة الجميلة؛ ولكل امرأة حدث انفصال في حياتها الزوجية اعلمي أن الطلاق ليس نهاية العالم، وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا.

الطلاق ليس نهاية الحياة

فوزية لزهر

طالبة علوم الاعلام والتواصل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *