رحلة التغيير

هجرة في سبيل تقويم الذات

الإنسان مهما كان مركزه فهو ضعيف أمام شهواته ورغباته، ونفسه…

إن النفس من أكبر أعداء الإنسان تقوده إلى انزلاقات عديدة كما تسقطه في بئر مظلم؛ لذلك فليتعوذ من شرها ويستجمع قوته لتزكيتها، ولن يحدث ذلك إلا بإرادة منه، مع الاستعانة بالله تعالى طبعا والتوكل عليه والأخذ بالأسباب.

نفهم من ذلك أن الشخص المتوازن هو القادر على التحكم في نفسه وعواطفه وجوارحه، في سمعه ولسانه، لا يتحدث إلا لضرورة، ولا يستمع إلا لما يعود عليه بالنفع، ولا يطلق عنان بصره إلا لما يرضي خالقه…

الإنسان المتوازن من أدرك علة وجوده وعمل على تحقيقها ثم تقرب من نفسه قبل غيره، فعرف نقاط قوته وضعفه، وعمل على معالجة ثغراته واستثمر وقته في تحقيق أهدافه، ورسالته في الحياة.

ولكي نكون واقعيين، فإن الرحلة الجديدة هذه قد تطول كثيرا، لن تنتهي في يوم أو يومين أو شهر أو حتى سنة، بل قد تتطلب من الفرد سنين طوالا. لكنها رحلة تستحق المغامرة حيث تمكن الخائض فيها من قيادة سفينته إلى بر الأمان.

أريد أن أنبهك أيها القارئ اللبيب إلى أمر غاية في الأهمية؛ لا تظن أن الرحلة ستكون بسيطة والأمور ستمضي كما توقعت؛ وهنا مربط الفرس، ستواجهك عقبات وصعاب جمة، وستتلقى ضربات من أمامك ومن خلفك وعن يمينك وشمالك، بل ومن فوقك وتحتك فكن مستعدا لها، فالمعركة حاسمة إما أن تخرج منها منتصرا أو أن تركن في القاع مهزوما ملوما، ولا أقصد هنا فقط العقبات التي ستأتيك من الخارج… لا بل من داخلك أيضا، وأولها أفكارك، ثم عاداتك السلبية وصورتك الذاتية عن نفسك، كلها أحجار عثرة ستعيق طريقك إن لم تعمل على تصفيتها أولا. 

الإنسان القوي يا عزيزي القارئ هو من نجح في رحلته، واستطاع أن يحقق التوازن بين جوانب شخصيته العقلية والجسدية والروحية، ثم النفسية والعاطفية، فهل فكرت يوما في أن تغير العالم والحياة بكل مفرداتها؟ تأمل إذن في هذه الآية: {إنَّ الله لا يُغَيِّر ما بِقومٍ حتى يُغَيروا ما بأنفسهم}، وهل سبق لك أن سألت نفسك ما الذي أحتاج أن أفعله لأبدأ الرحلة؟ إليك بعض القواعد:

1 الرغبة في التغيير، 

2 معرفة مواطن القوة والضعف، 

3 معرفة العقبات الخارجية (المحيط، الأصدقاء…) والداخلية (الأفكار السلبية، المعتقدات…) والتخلص منها، 

4 تنفيذ الأهداف وإخراجها من مجرد أفكار إلى الواقع. 

لا تنس أن التحول صعب ولكن التغيير ممكن. فهل من مغامر شجاع مستعد لخوض غمار الرحلة؟

رحلة التغيير

رشيدة واقجا

اعمل كمدرسة في المستوى الإبتدائي احب القراءة والكتابة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *