الديمقراطية والسلام العربي الإسرائيلي

هل فعلا إسرائيل سبب الخلافات في الشرق الأوسط؟

يرى جوزيف شومبيتر أن التوسع الإمبريالي والحرب لا يعودان بالفائدة إلا على فئة قليلة من المنتفعين، ومصنعي الأسلحة والعاملين في المؤسسة العسكرية، لذلك فليس هناك من ديمقراطية يمكن أن تسعى وراء مصالح فئة قليلة وتغض الطرف عن التكاليف الباهضة للإمبريالية.

إذا فالديمقراطية “ترغب طبيعيا في السلام” بتعبير ألكسي دي توكفيل، ويقودنا هذا الأمر إلى حقيقة ثابتة مفادها أن الديمقراطيات لا تتحارب فيما بينها، فالدول الليبرالية المصانة دستوريا لم تشن حتى يومنا هذا حروبا على بعضها البعض. وبما أن الديمقراطيات لا تتحارب في ما بينها، فلكي يعم السلام في العالم يجب أن تكون كل الأنظمة ديمقراطية.

وجاء التعبير عن هذه الحالة في خطاب جورج بوش الإبن في حفل تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية للمرة الثانية، إذ قال: “تقودنا الأحداث ويدفعنا الحدس السليم إلى استنتاج واحد: إن بقاء الحرية في بلادنا يعتمد بشكل متزايد على نجاح الحرية في البلدان الأخرى؛ وإن أفضل أمل لانتشار السلام في عالمنا هو انتشار الحرية في جميع أنحاء العالم”.
فعلاقة السلام بالديمقراطية تبقى مرهونة بسيادة هذه الأخيرة في العالم أجمع بدون استثناء، وإلا ستبقى النظم الاستبدادية تسحب الديمقراطيات إلى مستنقعات الحرب الملطخة باستمرار.

ولهذا تعمل الدول الديمقراطية على نشرها في كل أرجاء المعمور، حيث يعتبر تصدير الديمقراطية من مرتكزات السياسة الخارجية لمجموعة من الدول، كالاتحاد الأوروبي الذي يشترط الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان كمستلزمات للعضوية فيه.

لذلك من السخيف الإعتقاد بأن إسرائيل تعرقل الانتقال الديمقراطي في العالم العربي، فالسبيل الوحيد للسلام في الشرق الأوسط هو دمقرطة الأنظمة العربية؛ خاصة وأن كل الصراعات التي نشبت بين الطرفين كانت بمبادرة المتسلطين العرب (جمال عبد الناصر، حافظ الأسد، أنور السادات…)، والخراب الذي حل بالشرق الأوسط تسببت فيه النظم التسلطية مثل النظام السوري والإيراني وإمارات الخليج التي استبدلت النفط بدماء شعوب المنطقة.


تنويه وتصويب: الآراء الواردة في التدوينة أعلاه تخص صاحبها فقط ولا تلزم أعضاء مدونة زوايا ولا متابعيها أو قراءها بأي شكل من الأشكال، فلكل رأيه يدافع عنه ويقنع به.

الديمقراطية والسلام العربي الإسرائيلي

Exit mobile version