تركستان الشرقية أو أفغانيستان المستقبلية

عن سياسة التفكيك و التفرقة التي تنتهجها معظم الدول الرائدة

ماذا يحدث في تركستان الشرقية؟

كان لدى و.م.أ قبل 11/9 استراتيجية في مواجهة خصومها الأسيويين، وتجربة في الاتحاد السوفياتي؛ حيث قامت بتوجيه آلتها الإعلامية لتضخيم ما سمته باضطهاد المسلمين في أفغانستان على يد الشيوعيين، الأمر الذي قام بتأجيج عاطفة ملايين المسلمين الذين بدأوا بتسخير أمولهم وأرواحهم لدعم التنظيمات الإسلامية “المجاهدة” في أفغانستان. لم تكن الخطة لتنجح مع المسيحيين أو اليهود أو البوذيين، لأن الشعب الوحيد المستعد لتفجير نفسه من أجل الدين هم المسلمين. وبالفعل فجر المسلمون أنفسهم في أفغانستان، فخسروا سمعتهم، وخسر الاتحاد السوفياتي قوته، وربحت و.م.أ.

ولأن هذا التكتيك مفيد لـ و.م.أ استخدمته ضد كل أعدائها الذين تضم حدودهم أقليات إسلامية كميانمار، وتغاضت عن تأسيس وتمويل التنظيمات الإسلامية المتطرفة، كحركة شرق تركستان الإسلامية التي أصبحت تعرف منذ 1998 بالحزب الإسلامي التركستاني.

بعد 11/9 تخلت و.م.أ عن هذه الاستراتيجية، لكن النظام الذي صنعته لا زال يعمل جيدا.
صنف الحزب الإسلامي التركستاني كمنظمة إرهابية لدى الأمم المتحدة و و.م.أ سنة 2002 لتنفيذه لعمليات انتحارية استهدفت مدنيين ودبلوماسيين صينيين على أراض أجنبية، توفي مؤسس الحزب “حسن محسوم” سنة 2003 على يد الجيش الباكستاني عندما كان في أحد معسكرات طالبان.

ظلت التنظيمات الإسلامية في تركستان وعلى رأسها الحزب الإسلامي بدون تعاطف لدى المسلمين، إلى حدود وصول أردوغان إلى السلطة في تركيا.

وعلى اعتبار أن الأويغور قومية تركية الأصل، فقد قامت تركيا بتسخير دعايتها الإعلامية بنفس الطريقة الأمريكية نحو ما سمته اضطهادا وتنكيلا بالمسلمين، لكن الحقيقة فتركيا لا يهمها مسلمي الأويغور بقدر ما يهما استقلال تركستان الشرقية للإستحواذ على احتياطي الغاز الطبيعي والبترول فيه كما فعلت مع أذربيجان سابقا.

يوجه الإنتقاد بالأساس إلى معسكر إعادة التأهيل في إقليم سينجان (تركستان)، وهي معسكرات أنشأتها الحكومة الصينية لإعادة تأهيل المسلمين المتطرفين، وهذه تقنية مجربة عند الدول التي عانت من الإرهاب كالمغرب، فالمعتقلين المتهمين بالإرهاب في المغرب يخضعون لإعادة التأهيل داخل السجون، هذه عملية سليمة فليس هناك شخص عاقل بإمكانه أن يصدق أن المغرب ينتهك حقوق المسلمين بهذا الفعل، لكن الدعاية التركية حولته فعل نبيل يهدف إلى محاربة التطرف إلى فعل متطرف في حد ذاته في نظر ضحايا البروباغاندا التركية.

في سنة 2019 سخرت تركيا مجهودها الدبلوماسي من أجل الضغط على الصين من أجل إغلاق معسكرات إعادة التأهيل، لكنها فوجئت ببيان وقعت عليه مجموعة من الدول الإسلامية (باكستان، السعودية، مصر، الجزائر، السودان، سوريا، بالإضافة إلى 31 دولة أخرى) موجه إلى دول العالم توافق فيه على مجهودات الصين لمحاربة التطرف.

تركستان الشرقية أو أفغانيستان المستقبلية

أيوب اليوبي بن عامر

طالب جامعي في شعبة القانون العام. مهتم بالعلوم السياسية والإقتصاد والفلسفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *