واقع الكلام “النابي” في المغرب

الكلام الفاحش، أو السب، في المغرب هل هو فعلا سلوك نفسي تعويضي لذوي النفسيات الهشة ؟! 
شتائم وألفاظ نابية ستسمعها في كل مكان بدءا من شرفة منزلك، سيلقي الأطفال الذي يلعبون في الشارع ألفاظا بذيئة، مرورا بتجمعات الشباب العاطل الذي ينعل العالم بأسره ويسب الدين ويناقش كل أفكاره بالكلام الفاحش، ناهيك عن مشاهد المحطات الطرقية التي تكاد لا تخلو من الكلام البذيء هنا وهناك، وعلى قارعة الطريق بين مشهد أحد المارة الذي يسبّ سائق شاحنة لأنّه كان يقود بسرعة جنونية، وبين أحد ركاب الحافلة العمومية الذي يتلفظ بألفاظ بذيئة بعد شعوره باختناق من جرّاء الازدحام الشديد أثناء صعوده الحافلة …وقس على ذلك. 
هي مشاهد كثيرة تتكرر يوميا في الشارع المغربي ذكرتُ منها القليل على سبيل المثال لا الحصر، وللأسف الشديد أصبح الكلام الفاحش والنابي أمرا شبه اعتيادي يعتبره البعض فخرا وإحساسا بالرجولة والاختلاف عن الآخرين ؛ في حين أن الأمر أخطر من ذلك بكثير إذ أن هذا السلوك هو بمثابة سلوك نفسي من خلاله يعوض صاحبه ذلك النقص الذي في شخصيته، فالمغاربة عموما معروفون بسرعة الإنفعال والغضب فيما بينهم، ويحاولون التفنن في الشتائم، وعلى العكس من هذا يبدون أكثر تسامحا في التعامل مع السياح والأجانب عموما، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن المغاربة يعانون من ضعف في التعايش الاجتماعي فيما بينهم؛ وقد يأتي هذا في سياق السكيزوفرينيا التي يُعرف بها الشعب المغربي بين أرجاء المعمور، فبين الحرص على التربية السوية والتزام تعاليم الإسلام السمحة، تأتي المواقف السالفة الذكر، وهي غيضٌ من فيض، لتنسف كل شيء. 
نحن للأسف اليوم ما زلنا بعيدين عن المستوى المقبول من الأخلاق والقيم الحميدة؛ فساد اللسان وفحش الكلام مؤشران على فساد التصوّرات وخراب العقول والقلوب، وعلى ضعف كبير في التربية والتنشئة الاجتماعية السليمة.

 

Exit mobile version