هل عقلك بدائي أم متحضر

الاختلاف في الراي لا يفسد للود قضية

إن صاحب العقل “البدائي” إذا واجهته بأفكار مختلفة عن معلوماته وثقافته وبيئته ومحيطه فستشعر خلاياه بالتهديد والاستفزاز بحكم أنها مبرمجة على واقع معين، فقد يصل الأمر به الى سبك أو قدفك أو اعلان القطيعة معك أو حتى قتلك.

ذلك أنه عندما تواجهه بهذا الاختلاف أي كان نوعه لم تتقبله خلاياه الباطنية المصصمة على البقاء والاستمرار، وهكذا تشعر تلك الخلايا عندما تتلقى ذلك الاختلاف أن وجودها و عيشها مهددان بالزوال فتوجه إشارات لصاحبها بأن يهرع دفاعا عنها لبقائها على قيد الحياة.

لقد واجه غاليلي نفس الشيئ عندما أثبت مركزية الشمس من خلال تليسكوبه المطور، وهو ما يعارض معتقدات الكنيسة وفقا لتفسيرها لنصوص الإنجيل التى نصت على أن الأرض هى محور الكون وأن جميع الأجرام السماوية تدور حولها وفقا لاراء “بطليموس“.

لقد كان أصحاب الكنيسة ذوي عقل بذائي وغير متحضر.
كما أن البدائي عندما تواجهه بفكرة ولا يتقبلها ستجد أن أثناء نقاشه يحتد غضبه ويتور في وجهك بأشد العبارات قدحا إنه ببساطة عقل بدائي…
وكلما إرتقى الانسان وأصبح يعيش في حالة من المدنية المتحضرة كلما أصبح يقبل الاخر بعيوبه قبل محاسنه.يقبل النقاش الهادئ، يتقبل الافكار المعارضة له، ولا يعلن القطيعة معك بسببها ولا يلعنك ولا يسبك أو يشتمك بل على العكس من ذلك يحاورك بهذوء لبق وإن لم يقتنع يمر كأن شيئ لم يكن.
إن هذا العقل هو الذي إشتغل عليه الاوروبيون والامريكيين إنه عقل الاختلاف والتحضر وليس عقل المستبدين والفاسدين اللذين في كل مرة عارضت منهجهم الا وستواجه بأشد أنواع القسوة والظلم أو ربما السجن!

هل عقلك بدائي أم متحضر

Exit mobile version