لا تتوقف.. إلى أن تصبح فخوراً بنفسك!

الإرادة حاجة إنسانية مهمة جداً، وهي موجودة عند جميع الأفراد ولكن بدرجات متفاوتة؛ فقد تكون قوية، وقد تكون ضعيفة، وقد توجد عند البعض بدرجات متوسطة أيضاً؛ ولكن الإرادة لوحدها لا تكفي، لأن الأمر يستوجب التطبيق والعمل.
كل شيء يحدث لسببٍ ولقصد معين، والقصد دائماً يعمل لصالحنا، هذه القناعة هي مِن أجَلّ وأقوى القناعات، يقول “أنطونيو روبنس” في كتابه المؤثر القوة اللاّمحدودة :”أستطيع أن أضمن لك أن الناس الذين يفكرون بهذه الطريقة يحصلون على نتائج عظيمة”. ونجد أن معظم المسلمين لا يطبق هذه القناعة، بالرغم من أنها من أصول العقيدة الإسلامية السامية، وفي القرآن الكريم قوله تعالى: ( إنا كل شيء خلقناه بقدَر ) [ سورة القمر، الآية 49]
وفي السنة النبوية “كـلٌّ مُيَسَّرٌ لِما خُلق له”؛ وجميلةٌ جداً القاعدة التي تنص على أن تسأل نفسك عند كل مشكلة، أو أمر اعترضك وأنت لا تريده، ما الذي وراء هذه المشكلة؟ أو ما الرسالة التي تريد المشكلة أن تقولها؟ ثم كيف تستفيد من التجارب التي تمر بك؟
عظيم أن يصاب ميلتن إريكسن بالشلل سنوات، ثم يُشفى ثم يصاب ثم يبقى معه المرض طوال حياته، إن مرض إريكسن، هو الذي جعل منه هذا الرجل الشهير في العلوم النفسية والعقلية واللغوية.
إن حكمة الله اقتضت أن يعاني أديسون في طفولته، لـيُنير العالم بالكهرباء في شيخوخته، أن يُسجَن ابن تيمية، فيكتب روائعه الفكرية، أن يعدَمَ سيد قطب فينتشر تفسيره للقرآن وكتاباته، أن يعصِي أدم عليه السلام، فتنشأ حياة وعالم مليء بالأسرار والحكم والعبر.. إنها حكمتك يا رب!
أحيانا أنظُرُ إلى ما حققتُ من إنجازات، ولو كانت بسيطة جدا بالمقارنة، وكلّي أمل أن تكون عظيمة، فأجد أن معظمها كان بسبب حدث عادة ما كنت قد استكرَهْته.  “انظُر أنت إلى حياتك فستجد مثلما قلت يجب أن تتقبل ما يحدث”.
إن التقبُّل سيد العلاجات النفسية والاجتماعية، فالإنسان عندما يرفض ما يحدث له، فإن مبدأ العنف في التعامل مع النفس هنا ينشأ ويزداد، وبذلك تنشأ المشاكل النفسية مثل القلق والخوف وغيره..
هل تعاني من آلام أو مضايقات نفسية؟ تقبّلْها ثم انظر ماذا سيحدث. تقبلْ ما يحدث لك ولمجتمعك فذلك أول الطريق الصحيح ولا يعني هذا الاستسلام، لا بل هو أول طرق الكفاح والنجاح المقصود أن تتقبلها في نفسك وتعترف بها ثم تنظر ما الذي تستطيع فعله لتحسين وضعك.
وخيرُ ما أختم به كلامي؛ لا تقرأ فقط، ولا تسمع فقط.. دوِّنْ، تفاعَلْ وطبِّق.. هذا سلوك الناجحين المؤثرين في أنفسهم وغيرهم.

مدونة زوايا

زوايا فريق شاب مؤلف من 10 شباب عرب مختلفي التخصصات والاهتمامات و غزيري الأفكار يجمعهم حب التدوين والرغبة في إثراء الويب العربي بمحتوى مفيد فريق زوايا ذو أفكار خلاقة وعزيمة متأهبة يعدكم بمحتوى مدوناتيٍّ أقل ما يقال عنه أنه استثنائي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *