فرحة العيد يومَ كنا أطفـالاً ..

من مِنّا لا يزال يحتفظ بذكرياته الطفولية أيّـامَ العيد؟
تلك الفرحة البريئة التي كانت تغمُر قلوبنا منتظرين بفارغ الصبر يوم العيد من أجل ارتداء تلك الملابس الجديدة وأخذ العِيدية. فيكون يوم العيد فرصة للتباهي على أقراننا، بالمبلغ الصغير الذي جمعناه من زيارة الأهل والجيران. وكذلك تلك الحلوى التي تجتمع فيها الخالة والأم والجارة من أجل تحضيرها، فتكون لها رائحة خاصة، تلك الحلوى التي لا يحقّ لك تذوّقها حتى يوم العيد، فتكون بمثابة كنز مدفون تظل تبحث عنه في كل مكان، لكن دون جدوى!
حقيقةً، اشتقنا إلى تلك الأيام التي كنا نقدّسُ فيها يوم العيد، يوما كانت له فرحة خاصة، فرحةٌ نلاحظ غيابها اليوم؛ فلم يعُدِ العيد اليوم يحمل لنا طعم الفرح نفسَه الذي كان يحمله سابقا، فالعيد يبقى هو هوَ، نلتقي به كل عام في الموعد نفسه والتوقيت، لكن أنفسنا تغـيَّرت، لم تعد تلك الأشياء البسيطة تدخل البهجة إلى قلوبنا، أصبحت متطلباتنا كثيرة وأمنياتنا صعبة الوصول، لم نعد نعطِ للأشياء قيمتها كما في السابق، فيصبح العيد بالنسبة إلينا فرصة لرؤية الأهل والأصدقاء، حتى ليلة العيد تمر بهدوء دون حماسٍ ودقاتِ القلب المتسارعة كلما تذكّرنا أن غداً هو يوم العيد.
 
يبدو مِن الصعب استرجاع تلك الفرحة الطفولية، لأن ذلك الطفل الذي بداخلنا كَبُرَ ولم يعد يفرح لأبسط الأسباب، تلك الفرحة عندما تذهب لاقتناء ملابس العيد، حيث ترسم في ذهنك قبل ذهابك إلى السوق نوع الملابس التي سترتديها وألوانها أيضاً.. يا ويْلتاه إنْ لم تجد ذلك الحذاء الذي عندما تلامسه مع الأرض يشعل تلك الأضواء الموجودة فيه، وياويلتاه إن لم تجدي تلك الأقراص الملونة التي توضع فوق الشعر، والتي تكون فيها رسومات “باربي”، فلم يعد الحذاء يبهجك ولا الأقراص تفرحك، فالشعورُ بالفرحة لا يرتبط بالشيء ذاته، لأنه في الطفولة كنا نبحث عن سبب لنفرحَ، وأحيانا كنا نفرح بدون سبب!

إنّ العيد ليس يومًا عادياً يطرُق بابنا فيمرّ مرور الكرام، وإنما هو جوّ ممزوج بالبهجة والسرور، فإن لم تجتمعْ الصِّفتان الأخيرَتان غابَ العيد.

Exit mobile version