حامل مشعل الألم

هلوسات ضحية

على وسادة الليل ٱتي كي أذكره، أذكره بأنه سيجوب الظلام حتى موته، سيواجه الموت كأحد البريطانيين في رواية شيرلوك هولمز، يقتص أثره السفاح جاك، فهل ينجح في التواري كريموند ريدغنتون مؤقتا حتى يحين أجله؟ اليوم الذي سينتهى عقد الدم بيني وبينه.

حتى ذلك الحين، سأظل كالشبح أتملك روحه وجسده فيجدني في أي وقت أرادني، لولاي أنا ورشاش الكلمات لما كانت له أهمية، لكان مجرد عادي لا قيمة له، اليوم سآتيه على وسادة الليل قائلا: “كان يا مكان في مكان غير بعيد، وقع تعارض، بين شخص واسمه، تعارض قرر موته، يعنى باسمه البقاء الدائم في مكان غير بارح إياه.. يوم التعارض قرر موته.. التقيت روحه اليوم، وجدتها كئيبة فسألتها: ما بك خائبة؟ فأجابتني: لم يكن الأمر متوقعا، لم يكن الأمر ليدخل خانة احتمالاتي، لم يسبق لي أن عارضت معنى الاسم الذي أخذته من والدي، مذ صغري وأنا ألزم مكاني كالإبل لم يسبق لي مغادرته.

ذات يوم، فلنُسمِّه يوم التضاد، ٱتاني أحدهم، شاب له من العمر ضعف عمري ونيف.. في إحدى جلسات الغسيل الدماغي الارتجالي أمام الملأ لم أعلم ما الذي أنا بخضمه حينها، لا أعلم ما الذي أغراني به، لكني لم أهتدِ إلى أني أمشي على طريق الموت وجوراحي تصرخ بأن ينجدني أحدهم من مرافقة البعبع، لكنها راضخة مقيدة، كأنه شيكامارو، مفعلا تقنية الظل، غير تارك لي مجال المقاومة، لم يتدخل أحدهم كي يوقف الأمر، كلهم معصوبة أعينهم، أم فقط طمست عليها، أما شوه الفضاء عبر الكاموي، لا علم لي بما وقع لكن الجسد الذي أسكنه لم يعد يستجيب لي كأنه فعل فيه الإسقاط النجمي طاردا إياي، انتهز فرصة غياب من يشاركونه السكن كي يحتجزني مقررا ما الذي سيفعله بي.

بعد تفكير طويل، بدأ مسلسل هتك العرض، ولوج شيء من ورائي، يؤلم بحق، صراخي الذي ما إن انطلق حتى أخسرني بإفقادي الوعي كي لا أتألم، يا له من نبيل يراعي أحاسيس الأطفال. بعد بلوغه نشوته، تلك التي تحركه كي يكمل حياته خاضعا لإرادة القضيب لم يتركني أذهب، دخل مبتسما كالمحكوم عليه بالإعدام سألني عن وجبتي الأخيرة؛ يا له من كريم، لم يكن ليقدم عرضا أفضل!!!

فاقد الإنسانية يهتم، لا تفكر فقد تتعرض لجلطة جراء ذلك.. في الغد تكرر الأمر، على مدار ثلاثة أيام، لأكثر من عشر مرات عرضت حلقة مسلسل هتك العرض على شاشة الروح، روح دنست، لم يكن التدنيس يكفي.
بعد انتهاء حكم القضيب بدء حكم العقل، أين سيواري سوءته؟ كيف السبيل إلى ذلك؟ في سبيل ذلك قتلي هو الحل، لذلك خطط، وجد أنه حكم على روحه بالموت أيضا، لذلك أعطى يومين آخرين لحكم القضيب وبعدها قام بقتلي، ثم دفنني، فاقد الإنسانية ذاك لم يرحمني، لو تركني قليلا فقط لأودع من ٱتى بي لهذه الأرض، أتمنى لو لم يكتشفو جثتي، لو بقيت في عداد المفقودين أرحم من معرفة موتي وأنا في النصف الثاني من الحول الثاني عشر من عمري.

آسف أبي لأني كسرت معنى الاسم الذي أعطيتني، لم أكن لأعلم أني لو كسرته سيحضر يوم التعارض وفي جعبته موتي، لا تحزنوا كثيرا، أريدكم أن تعلموا أنني فرح هاهنا، بين أناس روحهم نقية على الأقل، أشكركم على كل شيء، فقد كنتم أفضل والدين، فلنلتقي في العالم الآخر ذات يوم.

حامل مشعل الألم

علي فخري

تلميذ

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *