أبطال من بلاد “العمّ سام”.. رئيسٌ، وأميرٌ ومناضل ضد العنصرية #21

الأمير الأفريقي المسلم

إنها حكاية الاستعباد الأوروبي الأبيض المسيحي للبشر، يحكيها لنا عظيم من عظماء أمة الإسلام، بقصةٍ كتَبَ حروفها بيده وحُفِظت صفحاتُها في متاحف الولايات المتحدة الأمريكية. ولقد دخل دين الإسلام قلوبَ الأفارقة لأنهم رأوا ما فيه من عدل وسواسية بين البشر على مختلف أشكالهم وألوانهم.
وبطلُنا العظيم، عبد الرحمان إبراهيم بن سوري، لم يُخلق عبداً مسلوب الارادة، بل وُلد هذا البطل المسلم عام 1762م من أبٍ كان أميراً على إحدى القبائل في مملكة مسلمة في غينيا، فبعث به أبوه إلى مالي ليدرس القرآن واللغة العربية، قبل أن يستيقظ في ليلة من الليالي ويجد نفسه قد أصبح عبداً بين ليلة وضحاها، حيث اقتادَه تجار البشر الإنجليز بسُفنهم عام 1788م إلى ولاية “أوهايو” الأمريكية، ليعمل عبداً عند مزارع أبيض. ولم يعمل عنده لسنة أو لسنتين، بل لأربعين سنة لم يذق خلالها  طعم الراحة، ومع ذلك لم يرضخ للواقع، بل اتجه إلى العبيد من أبناء جلدته يعلّمهم القرآن واللغة العربية.
وأصبح بطلنا إمام المسلمين في ولاية أوهايو الأمريكية، حتى ذاع صيته بين صفوف العبيد في أمريكا بأسرها، وبعث برسالة إلى أهله بإفريقيا يقص عليهم قصة عذاباته وعذابات الأفارقة، فوصلت نسخة منها إلى القنصلية في أمريكا، ولأنها كُتِبت بالعربية، أرسل السفير المغربي بتلك الرسالة إلى سُلطان المغرب الشّهم “عبد الرحمن أبو الفضل بن هشام العلوي”، وما إنْ قرأها السلطان المغربي حتى بعث برسالة عاجلة إلى الرئيس الأمريكي “جون كوينسي آدمز” يطلب منه تحرير هذا الأمير المسلم، فتم تحرير الأمير عبد الرحمن وزوجته مقابل أن يغادروا إلى إفريقيا تاركين أمريكا.
وذاعت حكاية هذا الأمير الأفريقي وأصبح مُلهماً للعبيد في كفاحهم للحصول على حريتهم.
وفي عام 1976م، ألَّف أستاذ التاريخ “تيري ألفورد” كتاباً عن عبد الرحمن سمّاه أمير بن العبيد “Prince among slaves” تتبَّعَ فيه حياة عبد الرحمن من الوثائق التاريخية ومن شهادات من عاصروه، وفي عام 2007 أخرجت المخرجة أندريا كيلين فيلماً وثائقياً بالعنوان نفسِه.
 

مالكوم إكْـسْ.. مناضل ضد العنصرية

“عزيزتي باتي.. ربما لن تصدّقي ما سأكتبه لك في هذه الرسالة، فأنا الآن في مكة أصلّي بجانب رجل أبيض خلف رجل أسود، وآكل من الطبق نفسه الذي يأكل منه رجل بعينيْن زرقاوَيْن، وأشرب من الكأس ذاته الذي شرب منه شيخ عربي ببشرة فاتحة. لقد أدركت الآن وأنا في رحاب هذه المدينة المقدسة بأن جميع مشاكل أمريكا العنصرية لا يمكن لها أن تُحَل إلا بتعاليم الإسلام العظيم”.
إنها رسالة الحاجّ مالكوم إكس، أمريكي أسود تربى على يد أبيه الذي كان يعمل قسّاً في إحدى الكنائس، ولكنه تفاجأ في صغره بمقتل أبيه من قبل رجال بيض يعتنقون الدين ذاته الذي يعتنقه أبوه؛ فتعجّب هذا الفتى من سر الحقد الذي يُكِنّه البِيضُ للسود.
وحتى عندما دخل مالكوم إلى المدرسة لاحظ فيها التمييز العنصري المَقيت، وحاول إثبات تميزه الدراسي فتم فصله من المدرسة! ليجد نفسه في الشارع متشردا، وينتقل بعدها بين الأعمال المهنية من نادل، فعامل في القطار إلى ماسح للأحذية إلى راقص.. ضاع بين الخمور والمخدرات وألعاب القمار، وانتهى به المطاف في السجن!
وسبحان رب العباد الذي أراد له الخير، فاعتنق الإسلام في السجن وأصبح داعية في سجون نيويورك، قبل أن تطلق سراحه السلطات بعد القلق الذي خلقه بإسلام مئات المساجين على يديه.
وفي رحلته إلى الحج، تلقن تعاليم الإسلام الحقيقي ليرجع الي أمريكا ويعلن أن الحل الوحيد للأمريكيّين بيضاً وسوداً يكمن في التمسك بتعاليم الإسلام.. وماهي إلا أيام على إعلانه هذا، حتى اُغتِيلَ هذا البطل المسلم أمام أعين أطفاله في ظروف غامضة إلى يومنا هذا!
 

لينكولن.. الرئيس الأمريكي المسلم  

“أنا رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، أبْرَهام لينكولن… أعلنُ بشكل رسمي انتهاء مرحلة العبودية منذ صباح هذا اليوم”؛ يقول الكاتب جهاد الترباني إنه لا وجود لمعلومات تثبت تمام الإثبات إسلام ابرهام لينكولن، ولكنه سيَعرض دلائل تاريخية تؤكد أن سيرة هذا الرجل لا تصلح إلّا أن تكون سيرة رجل مسلم.
أولاً: انتماؤه لأصول “المالينجرس” من جهة أمه، وهم أصحاب الأصول الإسلامية من أندلسيّي البرتغال الذين هاجروا إلى أمريكا هرباً من محاكم التفتيش.
ثانياً: اعتقادات لينكولن التي صرّح بها، انطلاقا من كلام المقربين منه، فإن أبرهام صرح أنه يؤمن بالله ولا يعتقد بالمسيح كـرَبّ، وأنه لا يزور الكنائس وكان يؤمن أن الإنجيل تم تحريفه.
ثالثاً: تحريره للعبيد، فعلى الرغم من عرقه الأبيض إلا أنه ناصر العبيد، ولا ننسى أن العبيد السود كانوا بالجملة من المسلمين.
رابعاً: شكلُه؛ أبراهام لينكولن هو الرئيس الأمريكي الوحيد الذي تظهر عليه دماء عربية، إضافة إلى كونه أول رئيس أمريكي يطلق لحيته، ليس ذلك فحسب، بل كان يجز شاربه أيضا، وكأنه يتبع السنة في ترك اللحية وجز الشارب.
خامساً: اسمُه؛ فأبراهام اسم ذو دلالات دينية كبيرة، فهذا الاسم يعني نبي الله إبراهيم عليه السلام، والذي كان نبي التوحيد والحنيفية.
سادساً: اغتياله، أبراهام لينكولن كان أول رئيس أمريكي يتِم اغتياله بطريقة غامضة، ولم يُغتل بعده سوى رئيس أمريكي آخر وهو جون إف كيندي، ويعتقد أن أسباب الاغتيال كانت، أيضاً، دينية. حيث كان الرئيس الكاثوليكي الوحيد في تاريخ أمريكا.
لهذه الأسباب، رَجّح الكاتب، جهاد الترباني، إسلام الرئيس الأمريكي أبراهام لينكولن، تاركا لك أيها القارئ الكريم حرية المداولة والحُكم..
يُـتـبَـع ..