السالب والسالب في توافق وسلام

إن قصور التفكير والوعي الذي يميز السالب ذو الذهنية المتخلفة، جعله لصيقا بالسالب ذو الذهنية العقلانية العفنة وبدا الحال كأن الأول ضرير يحتاج من يقوده حتى المبتغى دافعا إياه إلى وضع الإعتباط الذي نتخبط فيه الآن. 
نرزح تحت مظلة السالب الخلاق -“طالبينَ السّلامة”- ونأمل الخلاص من المأزق، في حين أننا الآن في مأزق مرصع بالأشواك يعتني بها وتزداد إزدهارا يوما بعد يوم تكبل خطواتنا وتهدينا الصراط المستقيم فنحن لسنا إلا بلاد السيبة والفوضى وهم أصحاب السياط أمام إنتفاضة السالب الخنوع الذي يعيش حياة صعبة تحتاج الموضوعية و العقلانية كي نتمكن من السيطرة عليها، وسط كبح القوى وتجميد العقول وبسط الرداءة نجد السالب المتخلف ينجرف وراء الإنفعالات ويستغرق فيها وبالتالي نسقط في نسيان الهدف والارتماء في التفكير البالي والهرطقة التافهة كوسيلة للخلاص من المأزق. 
بدءا من المنابر الإعلامية المرتزقة والحورات مع من يمجدون الوضع تحت ذريعة “واكلينْ شارْبين ماخاصْنا خير”، وصولا عند شباب مواقع التواصل الإجتماعي الذي لا حول له ولا قوة، تتراقص أنامله على وقع عبارة -ياربي شي ڤيزا-. 
إنه في حالة الحيرة الممسوسة بالضباب الحالك ولا يبقى له سوى الصلاة والتمني للهروب من الوضع بشكل سحري خرافي،إذ يعيش حياته في التوسل وإنتظار قوة خارقة سريعة التدخل تنقذه من القهر المسلط من طرف غوائل الطبيعة الإنسانية الشرسة، فظروف وظواهر الحياة أقوى من طاقته. 
الخصاء الذهني أو التبلد الكلي وجهان لعملة الإقدام والإحجام عن إرصان الذات لمواجهة العقبات، لا نحن قادرون على الغوص والسيطرة،لا الحال يسمح بذلك كأننا جماهير ألفت صقيع المدرجات رافعة شعارات ما باليد حيلة ،شعارات جعلتنا ننصهر بشكل لا واعي وسط عالم السالب المفكر، أملا في الخلاص. 
بفعل الذوبان في عالم الاجتياف، ذُقنا وهم التحرر من الحيف وجعلناه رخاء، وملاذ آمن مات فيه الجدل والسعي وراء الحق ثم علت التبعية والرضوخ فما نحن إلا بلاد السيبة. 
 
Exit mobile version