ابن باديس الجزائري وفاتحا الأندلس العظيم

  إمام الجزائر العظيم
مرة أخرى تهدينا الجزائر بطلا آخر، وهو “عبد الحميد بن باديس”، إمام الجزائر العظيم، بطل في الفكرة والعزيمة و الشورى والأمل.
فقد ظهر في زمن أحس فيه الكثيرون من الجزائريين باليأس، زمن انطفأت فيه شعلة المقاومة.
لقد كان عبد الحميد بن باديس حافظا القرآن وقد سافر الي بلاد الحجاز ليتعمق أكثر في فقه الدين، وهنالك إلتقى بالشيخ الهندي والذي نصحه بالعودة الي الجزائر والتركيز على إعادة الناس إلى دين الله أولا قبل أي شيء. وبالفعل عاد إلى بلاده كي يعلم الناس العربية والإسلام، فأنشأ الصحف و المدارس لتوعية الجيل الصاعد.
وفي سنة 1931 أسس الشيخ عبد الحميد بن باديس جمعية العلماء المسلمين وانتخبوه رئيسا لها. فحارب بدع الفرنسين والفرق الصوفيه الضالة ونشر الدين الإسلامي الصحيح.
لقد توفي بطلنا قبل أن يرى استقلال بلاده بعينيه، ولكن الجيل الذي رباه هذا الإمام هو نفسه الجيل الذي أشعل ثورة الاستقلال، ففي سنة 1962 نالت الجزائر استقلالها بعد أكثر من 130 سنة من الاستخراب الفرنسي، والذي لم يستطع تنصير الجزائريين، فالجزائر كانت و لازال بلد 7 مليون شهيد! نعم 7 مليون شهيد وليس مليون شهيد فقط.. وقبل كل شيء بلد 99%من المسلمين.
لم يرى بطلنا نصره بعينيه، لكنه كان موقنا بنصر الله له، فقد قال قبل موته : فإذا هَلكت فصيحتي تحيا الجزائر والعرب
  عملاق الامازيغ الابطال
إنه طارق بن زياد فاتح الأندلس، لم يكن عربيا، بل كان من قومية الامازيغ المعروفة تاريخيا بقومية البربر العظماء، و هي قومية من أعظم القوميات التي ضحت في سبيل الإسلام.
لقد كان طارق بن زياد والي الامويين بطنجة، ووصلته رسالة من القيروان من القائد العام لافريقيا بنشر الاسلام في الأندلس، وفعلا عبر طارق البحر، وفي معركة وادي برباط الخالدة في 28 رمضان من عام 92 هجرية انتصر المسلمين في معركة كان مجموع جيش المسلمين 12الف مجاهد، و جيش الملك لوذيق قوامه 100 الف فارس.
فانطلق بعدها طارق بن زياد كالصقر في رحاب الأندلس ينشر الإسلام وينير شعلة التوحيد في هذه البلاد من جديد.
يُنسب إليه جبل طارق، وهو المكان الذي وطأه جيشه في بداية فتحه الأندلس، ويعتبر طارق بن زياد أحد أشهر القادة العسكريين في التاريخ الإسلامي، و تعد سيرته العسكرية من أنجح السير التاريخية.
  الشيخ الثمانيني المغوار
ونختم جولتنا البطولية هذا اليوم، مع القائد موسى بن نصير، بطل عجيب غير من مسار التاريخ، إذ تولى ولاية الشمال الافريقي بأكملها في عهد الامويين، ولاحظ أن قبائل الامازيغ ترتد على الإسلام ثم تعود إلى الإسلام مرة أخرى، فأدرك رحمه الله أن السبب الرئيسي لارتداد الامازيغ هو عدم فهمهم لتعاليم الشريعة الإسلامية التي أتت باللغة العربية التي لا يفهمونها، فقام القائد موسى بن نصير باستحضار التابعين من بلاد الشام واليمن ليعلموا الإسلام للامازيغ ممن يعرفون العربية، ثم يقوم هؤلاء بدورهم بتعليم أبناء جلدتهم بلغتهم.
وبعد ذلك انتقل الى أوروبا لنشر الإسلام وتحريرها من حكم الرمان.
وموسى بن نصير كان قائدا تابعا للبطل طارق بن زياد، و عند فتح الأندلس أسرع ليقاتل مع مولاه وهو شيخ قارب على الثمانين، هذا الشيخ الثمانيني فتح أسبانيا و البرتغال واستأذن خليفته الأموي لفتح فرنسا وايطاليا و سلوفينيا وكرواتيا والنمسا وصربيا وبلغاريا ثم اليونان، أرأيت أيها القارئ العزيز همة هذا الرجل العظيم!
إلا أن الخليفة الأموي رأى في تلك المهمة خطرا على المسلمين فرفض ذلك.
لقد كان يتمنى ان يكون هو فاتح قسطنطينية الذي بشر به رسول الله صلى الله عليه وسلم.، وقد قال 
“والله ما هزمت لي راية قط، ولا بدد لي جمع، ولا نكب المسلمون معي منذ اقتحمت الأربعين إلى أن بلغت الثمانين”.