حلم ضبابي

أرفع سيجارتي وأُلقي بعيني إلى السماء هناك… هناك توجد عوالم أخرى .. هناك ربما يوجد أنا آخر غيري… في عالم آخر لا يخضع لنفس قوانينا الفيزيائية والطبيعية … ربما أعيش حياة الرفاهية هناك أو ربما حياة التعاسة… لا أعلم !! ما يستقيه وجداني من خلال رؤيتي للسماء هو أنني لا شئ… لا شئ ضمن لا أشياء أخرى ترى نفسها أشياء.. أراني من بعيد من ذلك المكان المظلم السرمدي… أصارع الحياة لكي أحصل على حياة أخرى أجمل وأسعد.. أسقط وأنهض وأستمر، إنها غريزة الحياة… الكل يفعل هذا!! أراهم يفعلون كذلك أيضا؛ كائنات حية تقتات لتعيش، تتوالد للتكاثر، تحب الحياة، تتقاتل لغرائزها الطبيعية، تضحي بالآخر من أجل وجودها، لكن ماذا لو كنا في عالم اخر غير هذا الذي نعرفه، الذي ننظر إليه كأنه حقيقة مطلقة، أليس من الممكن أن نكون ضمن مصفوفة أو ربما ضمن حلم لشخص آخر يُسَيِّرنا على حسب هواه، قد نكون حقيقيين لكن قد لا نكون كذلك أيضا، ليست هناك حقيقة مطلقة… لم نرَ ولم نسمع ولم نحس… جئنا لهذا العالم من بوابة أناس جاؤوا في مثل ظروفنا، صاغوا لنا على أننا وسط الحقيقة المطلقة، لكن لماذا نؤمن بها على أنها كذلك؟ 
كون فسيح نعلم منه فقط الجانب المرئي… لكن ماذا عن الجانب غير المرئي؟؟ ماهي هاته المادة المظلمة؟؟ ماذا عن الأكوان المتعددة ؟؟ هل يوجد عالم آخر مُوازٍ لنا؟؟ هل توجد كائنات أخرى غيرنا في عوالم أخرى … ربما أراني تُهت وسط متاهة لا متناهية !! أضعت باب الدخول، لا أرى باب الخروج ولا أعتقد أنني سأجده فأنا لا زلت عالقا هنا بينكم، وسطكم، ربما.
أحس كأنني أتواجد في عالم آخر، ربما في عوالم أخرى ، أنا كما أنا لكن لست أنا الآن !! أحس بعشوائية في حياتي وفي حياة الآخرين … لماذا نأخذ الحياة على محمل الجد… نتألم ونعاني لأننا نرى أن عالمنا هو حقيقتنا !! لكن ماذا عن حقيقتك التي كنت فيها قبل حقيقتك هذه؟ ربما لا تتذكرها كما سوف لن تتذكر هذه الحياة بعد مغادرتك لها!! أنت لا تعلم … أنا كذلك ! 
أطفئ سيجارتي وتغادرني تلك السحابة لأرجع إلى واقعي الحالي… إنها الآن حقيقتي المطلقة إلى حين سيجارة أخرى.

 

وسيم زرقطوني

طالب باحث ومستشار في مجال التكنولوجيات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *