إيمانويل ماكرون، الرئيس الذي لا يتودد إلى الصِّحافيين

كتبه: آفا دجامشيدي وناتالي تشوك
صحيفة: لوباريزيان Le Parisien الناطقة بالفرنسية

مقال منشور بتاريخ 24 أبريل على الساعة 6 و08 دقائق، عُدِّل بتاريخ 25 أبريل 2019، على الساعة 15 و01 دقيقة

ترجمة: بدر غياتي

مقدمة:
ارتأيت إفادة للقارىء/القارئة الناطق(ة) بالعربية عموما، والقارىء/القارئة الناطق(ة) بالعربية من خلال مدونة زوايا الشبابية خصوصا، أهمية المقال من خلال ترجمته رغم أنه صدر قبل عام ونيِّف من خلال الصحيفة الناطقة بالفرنسية، والهدف هو التعريف ببعض من خبايا وسلوكيات التعامل مع الصحافيين في الجمهورية الفرنسية من خلال رئيسها الحالي إيمانويل ماكرون.
قراءة مفيدة.
_______________________________________________________________________
عَدَلَ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن قراره بعدم توطيد علاقته بالصحافيين، بعد أشهر متوالية من شبه القطيعة مع وسائل الإعلام، وذلك من خلال عقده مؤتمرا صحافيا هذا الخميس (يقصد الكاتبان 25 أبريل 2019) بقصر الإيليزي.

بمشاعر من الغضب والحنق عبر أحد الصحافيين المدركين لأهمية مهنة المتاعب، والمقدرين لأهميتها قائلا : “ليكن في حسبانكم أنني من بين أكثر كُتاب مقالات الرأي مقروئية في فرنسا، بيد أن الرئيس لا يستقبلني!”. والواقع أن المرشح المفضل لوسائل الإعلام، والشغوف أكثر بالمستجدات من الأحداث أي الرئيس إيمانويل ماكرون، وبُعَيْدَ مرور الاستحقاقات الانتخابية وانتخابه على رأس السلطة التنفيذية، قد فضل بكامل إرادته أخذ مسافة بينه وبين الصحافيين، وغلق باب التواصل. وهو الشيء الذي بدا مفاجئا، حينما أعلن عن عزمه عقد مؤتمر صحافي يوم الخميس، أمام مئات الصحافيين، وهو الأمر الذي يعتبر ممارسة إعلامية جد عادية.

كيف بدأت حكاية القطيعة؟ بعد انتخابه مباشرة، أراد الرئيس الجديد أن يقطع مع ممارسات سابقه فرانسوا هولاند، الذي كان على علاقة شبه محرمة مع الصحافة. وكذلك الشأن بالنسبة للرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، الذي كان يشتكي طوال فترة توليه للرئاسة بأنه يتلقى دوما “وابلاً من القذارات” كلما همَّ بقراءة الجرائد صباحا، حيث لم يكن يروقه كمُّ الانتقادات الموجهة إليه بسبب سياساته.

“يعتبر بأن مستواهم ليس جيدا”

ويقول أحد المقربين من دوائر الاتصال بمكتب الرئيس أن: “سوء الفهم الذي تكرس مرده إلى شخصية الرئيس : فهو لا يُكبِر ولا يُعلي من قدر الصحافيين.” حيث عبر أيضا عن أسفه قائلاً : “وقد أعطى الانطباع بأنه يفضل التواصل مع أشخاص بعينهم على شاكلة سيريل هانونا (مذيع وكاتب ومؤلف وكاتب عمود ومنتج ومغني وممثل عرضي وكوميدي من أصول تونسية، وصاحب برنامج تلفزيوني شهير) !”، ويضيف مختص في التواصل بأن الرئيس الفرنسي: “يَعتبِر أن مستوى الصحافيين ليس جيدا”. وقد تعددت تمظهرات انعدام الثقة بين الطرفين من خلال حذف قاعة الصحافة بقصر الإيليزي. وقد تم ذلك على مرأى ومسمع وسائل الإعلام المعتمدة، والتي قامت بالشجب والتنديد بصوت عالٍ، واعتبرت بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يُقدِم على فعل أمر مماثل.

ويقدم فرانك لوفريي أحد كبار المسؤولين في الاتصال في عهد الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي النصيحة التالية قائلا: “غالبا ما نقول بأننا نختار أصدقاءنا، لكننا غير قادرين على اختيار أفراد أسرتنا. والصِّحافة هي على هذه الشاكلة شبيهة بالأسرة، وعليك البقاء على تواصل دائم معها، وفي نفس الوقت وجب أخذ مسافة منها.” وهو مفهوم أبعد ما يكون في سريانه عن العادات السارية في قصر الإيليزي. وقد امتعض من الأمر أحد المقربين من الرئيس قائلا: ”إنهم يغلقون كل شيء”، وأضاف أحد المتحدثين: “هذا ليس بالازدراء أو نوعا من الكراهية، بل إن الرئيس يحاول أن يؤسس لطريقة تواصلية مباشرة مع الفرنسيين.” وهذا هو السبب الذي يجعله من المغرمين جدا بوسائل التواصل الاجتماعي، حيث علق على هذا الأمر وبنوع من الحسرة أحد المؤيدين للرئيس ماكرون بقوله: “إنك لا تخاطب جميع الفرنسيين حينما تتواصل بهذه الطريقة !”.

“يتوجب التعامل معهم”

وقد أجبرت أزمة السترات الصفراء الرئيس الفرنسي على الإذعان لإعادة توطيد علاقته بوسائل الإعلام، وذلك من خلال الاعتماد على طرق عتيقة تنتمي إلى عصر “العالم القديم”. يقول أحد الداعمين للرئيس ماكرون متنهدا : “أعلم يقينا أنه من الواجب عليَّ اللقاء بالصحافة”، ويضيف : “إن الصحافيين لا يطاقون، بيد أنه لا مفر من لقائهم، لذا وجب التعامل معهم.” وبدا أنه يفعل ذلك فقط عندما يكون مجبرا ومرغما على الأمر. مثلما حدث في 31 من يناير 2019، حينما فجرت جريدة ميديا بارت Mediapart الإلكترونية من جديد معلومات بشأن قضية “ألكسندر بنعلا“، حيث قام الإيليزي بمحاولة رد الهجوم من خلال دعوة ثلة صغيرة من كتاب الرأي، حيث جرت المقابلة الحوارية بشكل يطبعه ”التعتيم”، ولم تظهر في العناوين سوى جملة وصفت بالمؤسفة، خرجت تحت عنوان “جوجو، السترة الصفراء”.
وحتى من خلال أسفاره إلى الخارج، وعلى سبيل المثال سفره الأخير إلى أفريقيا الشرقية، فقد اختار الرئيس إيمانويل ماكرون بعض الصحافيين الدبلوماسيين، وثلة من المختصين الذي لن يقوموا بالتدقيق كثيرا في كلمات الرئيس، وذلك للسفر معه على متن الطائرة الرئاسية إيرباص A330. بل اختار التواصل بشكل مباشر مع بضع صحافيين من أهل ثقته، كما هو الحال في السابق، عبر تطبيق تلغرام.

وبقي في الأخير أن نشير بأنه لم يقع اختياره -لحد كتابة هذا المقال- على مدير ديوانه الرئاسي المكلف بالتواصل الجديد، وهو المنصب الذي لا غنى عنه، والمناط به التواصل مع وسائل الإعلام، رغم الإعلان عن فتح ملف الترشيح للمنصب منذ عدة شهور لتعويض سيلفان فورت الذي غادر المنصب منذ شهر يناير 2019، وهي وضعية فراغ غير مسبوقة. وقد عبر أحد المسؤولين في الجهاز التنفيذي بقوله : “فلنترك للرئيس القليل من الوقت، فهو بالأحرى سيختار شخصا ستربطه به علاقة شبيهة بالزواج لسنوات عديدة قادمة “.


رابط المقال الأصلي :
https://www.leparisien.fr/politique/emmanuel-macron-le-president-qui-n-aimait-pas-les-journalistes-24-04-2019-8059116.php

إيمانويل ماكرون، الرئيس الذي لا يتودد إلى الصِّحافيين

بدر غياتي

باحث ومدون.

تعليق واحد

  1. ماكرون عدو الإسلام يجب مقاطعة المنتوجات الفرنسية ردا على اساءاته للاسلام فليحيا أردوغان الرجل المسلم الحر الذي رد عليه ردا قاسيا بأنه قليل الادب لا يحترم الديانات الإسلامية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *