قصة المنتهي لم تنته

يوم الخامس من فبراير، أطفأ كريستيانو رونالدو دوس سانطوس آفيرو الشمعة الرابعة والثلاثين إبان تواجده في مدينة طورينو الإيطالية، صاروخ ماديرا و كما يُلقبه أشهر المعلقين العالميين، يعد مثالا يحتذى به في المثابرة والعمل، لطفل نشأ بين أزقة فقيرة في جزيرة ماديرا البرتغالية وعَرف المجد بعدها على مستوى أعرق المنافسات الأوربية والعالمية.
كانت البدايات من مركز تكوين سبورتينغ لشبونة، الفريق الأول الذي آمن بقدرات الطفل كريستيانو آنذاك ليضمه في عمر الحادية عشرة. وفي سنة 2002 وقع رونالدو على أول عقد إحترافي له لتبدأ مسيرته الفعلية في الملاعب، وكان الحدث الأبرز في مسيرته تلك الودية التي جمعت بين السبورتينغ ومانشيستر يونايتد حيث اندهش السير فيرغسون لأداء الشاب اليافع ليأمر مسؤولي اليونايتد بإنتدابه، وقد خرجت تقاريرٌ تروي أن فيرغسون قاد المفاوضات شخصيا. 
بزغ نجم رونالدو إبان منافسات كأس اليورو التي احتضنتها البرتغال في العام الموالي، كانت البرتغال على شفا التتويج بذلك اللقب لولا مفاجأة أبناء الإغريق في مشهد نهائي أبكى كريستيانو رونالدو وإلتقطته عدسات الكاميرا.
عاش بعد ذلك كريستيانو رونالدو فترة زاهية مع الشياطين الحمر تحت إمرة السير أليكس فيرغسون، هناك حاز على مجموعة من التتويجات الفردية والجماعية، نذكر منها الثنائية الأبرز : لقب الدوري الإنجليزي وعصبة الأبطال الأوربية في سنة 2008؛ لتأتي بعدها مرحلة التغيير في سنة 2009 حيث كان الإنتقال التاريخي من الأولد ترافورد إلى البرنابيو في أغلى صفقة آنذاك ب 94 مليون يورو.
لم ينتظر إبن فونشال الكثير ليثبت جدارة ذلك الرقم بتقديمه لمستويات قيل أنها خرافية، كيف لا وأنه وخلال مسيرة التسع سنوات دخلَ منافسةً حامية الوطيس مع ليونيل ميسي على لقب أحسن لاعب في الكون سنويا.
لتأتي سنة 2018 بالجديد وعلى نحو مفاجئ، كان الإنتقال إلى قلعة السيدة العجوز و ذلك بعد صراعات خفية مع إدارة ريال مدريد أثناء مفاوضات طويلة حول تجديد العقد تم وصفها بالمتعثرة. كما أن الصحافة المدريدية وصفت خروج كريستيانو رونالدو بكبش الفداء من أجل الإستراتيجية الجديدة التي إعتمدتها إدارة مدريد على مستوى التعاقدات.
جاءت هذه الصفقة لتعيد منافسات الكالشيو للواجهة بعد أن خفَتَ بريق الكرة في إيطاليا لأسباب يعلمها الجميع. وصول كريستيانو رونالدو لليوفي كان بمثابة إشارة قوية من أندريا أنييلي أن الفريق عازم على تحقيق اللقب الأوروبي الذي استعصى على الفرق الإيطالية بعد آخر تتويجٍ للإنتر ونهائيات متعثرة خاضها اليوفي.
رونالدو الآن، في سنٍّ شهد إعلان أبرز اللاعبين الإعتزال، لايزال يقدم الكثير للفريق الأول لمدينة طورينو كيف لا وهو يعتلي الآن صدارة هدافي الدوري الإيطالي وبإشادة خاصة من مدربه ماسيميليانو أليغري، فحكاية إبن ماديرا لم تنته بعد !
 
Exit mobile version