واقع مؤلم

الدنيا حلوة خضرة، ولكن...

أستيقظ على واقعي باكرا رغم أنني أنام متأخرة.. في وقت متأخر من الليل ولساعات معدودة وقليلة، أرفع رأسي عن الوسادة، أنظم جلسة مغلقة مع بعض الأحاديث الداخلية في ظلمة الليل. تنظر جدتي من نافذة غرفتها فترى الضوء منبعثا من غرفتي فتقول لي: “نامي يا بنيتي فقد تأخر الوقت كثيرا”… لهذا اتخذت قرار التستر على المعارك التي بداخلي..

أتذكر محطات الألم والخذلان كثيرا، أفكر في أحلامي ونشاطاتي الجميلة التي اندثرت.. سلسلة من الفشل استطاعات أن تتسلل إلي لتشتت جميع أوراقي وتجعلني أفقد بوصلة نفسي… أذرف سيلا من الدموع وأنام منكسرة إلى وقت متأخر من صباح بعد أن يتسلل ضوء النهار إلى غرفتي مزمجرا في صمت، كأنه خنجر يخترق ذاتي فيتلفها..

الصباح يأتي بكل شئ مؤلم في الواقع.. أنهض والتعب ينهك جسدي؛ لا مفر لي من الصباح ومواجهة الناس، ولا أحد يقرأ الحزن الذي يثرثر في نفسي. كل الأشياء الصغيرة التي كانت تسعدني لم تعد لها قيمة، كل الأمور التي تعبت للحصول عليها فقدت طعمها؛ تلك الوظيفة الجميلة، تلك السيارة الفاخرة وأشياء عديدة أخرى… أحيانا يأتيني شعور مفاجئ بأني أريد الخروج للاستمتاع بالوقت ومقابلة الناس لكن داخلي منزوع بألم وحرقة..

صورة تعبيرية عن الألم الإنساني

ينتهي هذا الشعور في لحظة فأجد نفسي عالقة في دائرة فارغة أسير فيها بدون هدف، لم يعد هناك شيء في العالم قادر على إعادة السعادة إلى قلبي.. أسأل نفسي ما الغاية من كوني لازلت على قيد الحياة؟ فأرى أمامي خيارين: إما أن أعيش الحياة بجميع لحظاتها وإما أن أختار الموت البطيء.. وما أقسى هذا الأخير…!!

لم أعد خائفة من الموت فهو الوسيلة الأرحم لإنقاذي من هذا الألم والحزن والكآبة… لكن في كل مرة أجد بصيصا من الأمل بعد عمق من التفكير فأتمنى من الله أن أعيش بسلام.. أعتقد أني أستحق حياة أقل قسوة فلقد استهلِكتُ تماما.

في الأخير أود القول بأن الحياة محزنة جدا وواقعها مخيف بصورة وحشية، أود أن أتقيأ روحي لينتهي كل هذا الألم، لكن دائما ما أجد نفسي أنا هي المذنبة وليس للحياة ذنب.. فهي جميلة حلوة خضرة، وكل ما علينا هو عيشها بكل تقلباتها.

واقع مؤلم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *