براءة في هيئة طفلة

عن أطفال سلبوا حق الفرح عنوة

طفلة تضحك لأنها أمسكت المظلة للمرة الاولى في حياتها، أمسكتها عن صديقتها ريثما تربط حذاءها، فلم تستطع أن تقاوم ضحكتها وفرحها، وعندما سألتها صديقتها عن سبب هاته الضحكات أجابت الطفلة والفرحة البريئة تضيء محياها: دائما أحتمي من المطر بأكياس بلاستيكية، هذه أول مرة أمسك مظلة!!

كمالياتهم عندنا أساسيات…
وما يبدو تافها يبث الضجر عندنا، يشعل أعينهم فرحا…

ذات الطفلة بكت بمرارة حين رسبت، محبة للتفوق، متطلعة إلى غد أفضل رغم قساوة الظروف؛ براءة في هيئة بشرية.

تحضر الرغبة والإرادة في أعين صغيرة ملتهبة، وتغيب أبسط الوسائل والإمكانيات، طفلة صغيرة بأحلام عظيمة، لكن مع توالي المعيقات والعقبات ينمو السخط على الواقع في القلوب ويخيم عليها اليأس فتخبو شعلة الإرادة رويدا رويدا.
ما ذنب هذه الطفلة؟ ومن المسؤول عن معاناتها؟ أما كان ليتغير مجرى الأمور لو حظيت بإمكانيات بسيطة وبعض التشجيع؟

فمن ناحية، لو توفرت وسائل نقل عمومية لما احتاجت للمظلة من الأصل، إذ أن هذه الطفلة (وما أكثر أمثالها وما أشد معاناتهم) تقطع مسافات طويلة في طريق موحلة لتصل لمدرستها الابتدائية، زهرة دون العاشرة من عمرها لم يشتد عودها بعد، أما كانت وسيلة نقل لتكون كافية لرفع حمل ثقيل عنها؟!

صورة تعبيرية

ومن ناحية أخرى، أمثالها لا يجب أن يرسبوا، ما قيمة تلك المعلومات التي اختبرت ورسبت فيها أمام الهدف الأساسي الذي يجب ان نتعلمه من المدرسة: “الرغبة في التعلم وحب المعرفة” الهدف الذي تحقق في نفسها من الأصل، والذي قد يغنيها عن المدرسة لو توفرت الوسائل.

لا بأس يا صغيرتي لقد نجحت بالفعل، بل تفوقت بامتياز، فانت أوسع إدراكا وأكثر وعيا من الجميع، بل ربما حتى ممن كان سببا في معاناتك، فهذه المعاناة لا تأتي إلا وهي محملة بحكمة عظيمة، قد تكون سببا في تفجير طاقتك وتغيير حياتك ومستقبلك، فقط يجب التحلي بالشجاعة الكافية في مواجهة كل شيء، فما دام هناك عرق ينبض فثمة بريق أمل، وثمة فرصة للمحاولة من جديد، فقط امسحي دموعك وتشبثي بحبل الأمل، ففي النهاية، ورغم تعدد المتورطين في انهمار دموعك، لن تجدي غير نفسك منقذا لك.

براءة في هيئة طفلة

حورية فنو

طالبة هندسة معمارية

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *