“عيد الحب” في مجتمعٍ مسلم

الرابع عشر من فبراير؛ تاريخٌ اكتسى رمزية بالغة ضمن باقي أيام العام كما أنه ليس يوماً عادياً لكثيرين عبر مختلف أرجاء العالم.
يرمز هذا التاريخ إلى عيد الحب أو عيد العشاق، في حين يفضل بعضهم أن يطلق عليه اسم “يوم القدّيس فالنتاين” نسبةً إلى جذور تخليده تاريخيا. ولا يخفى أنه يوم الاحتفال الكوني بالحب والعاطفة، حيث يُعبِّر فيه المُحبّون عن حبهم لبعضهم البعض عن طريق الهدايا، مثل الورد الأحمر والشكولاتة وغيرها .. كما أن هذا اليوم يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالرومانسية والغرام بين العُشاق.
صراحة، لا أستسيغ أن يُرَوَّج للحب بمعناه الضيّق؛ أي اعتباره شعوراً يخص العشاق فقط، كما لا يجب حصر الحب في يوم واحد، بل يجب الاحتفال والاعتراف به على طول السنة من الجميع لفائدة الجميع؛ بين الصغير والكبير، بين الأم وطفلها، بين الأخ وأخته، بين الأب وابنه، بين الجد والحفيد، بين الجيران، بين الأصدقاء، بين الناس كافة.. وليس حصراً بين العشاق.
يبدو مفهوم الحب في مجتمعنا الإسلامي مُعقداً نوعا ما؛ فتجد الزوج يستحِي أن يَعترف لزوجته بحبه أمام عائلته أو أن يكتفي بكلماتٍ تُعبر عن امتنانه وتقديره لها. وتجد الأب والأم محرومَيْن من سماع كلمات العطف والامتنان من أبنائهم، وتجد الأخ لا يعترف بحبه لأخته، وهي كذلك..
يبدو أن الكل صار خجولاً من الإفصاح عن حبه؛ أَلِهذا الحد نفتقر إلى الحب في مجتمعنا الاسلامي؟! اليوم، نحن، إزاء حالة غير مسبوقة من الفقر المعنوي، يتخبط فيها الحب بمعانيه السامية النبيلة؛ فليس سراً القولُ إن عالمنا الإسلامي يُعاني أزمة الحب النرجسي، الذي جعل الإنسان يعيش لنفسه فقط ولا يفطِن لدوره الإنساني.
إن قیمة الحب تكمنُ في إنسانيتنا وأخلاقنا، ونحن كمسلمين لا نحتاج ما يُذكرنا بأهميته وقيمته.. لكن، ومع الأسف، ما أحوجنا لذلك. كلمة الحب لا معنى للحياة بدونها، وفي ديننا الإسلام تحيل إلى معانٍ سامية وتجليات ببعدٍ إنساني.
الحب مِن أسُس هذا الدين، الذي أعتبِرُه دافعاً من أهم الدوافع الإنسانية؛ فالحب هو المودة والتعاون والعطف والدعاء والتضحية والنصح والتسامح والاحترام.
ختاماً، لا يسعني إلا التأكيد على أنه كلما کان معنى الحب، بمفهومه الصادق، بعيدًا عن المصالح الدنيوية، کلما تعززت قيمته بين الناس. ولم يكن الحب ليَقتصر على يوم واحد فقط!
 

مدونة زوايا

زوايا فريق شاب مؤلف من 10 شباب عرب مختلفي التخصصات والاهتمامات و غزيري الأفكار يجمعهم حب التدوين والرغبة في إثراء الويب العربي بمحتوى مفيد فريق زوايا ذو أفكار خلاقة وعزيمة متأهبة يعدكم بمحتوى مدوناتيٍّ أقل ما يقال عنه أنه استثنائي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *