مات حبنا قبل أن يحيى

هل تؤمنون بأن الحب الأول لايموت !! أجوبتكم ستكون بالتأكيد بنعم ! أو بلا ! ولايوجد جواب آخر غيرهما .. حروف قليلة لاتَتَعَدَّى الثلاث، بها سَتُجِيبُونِي على السؤال الذي أمضى قلبي وعقلي حائراً بينهما، بالله عليكم أجِيبوني هل تؤمنون بذلك أم لا ؟؟ 
لن أتوقف عند هذا، سأُعرفكم بنفسي، جماليّة إسمي لطالما مَدحني بها الكبير ولم يَبخل بذلك الصغير، ثَوْبَة هكذا سَمَّاني السيد الذي أَعتبر نفسي فلذة من كبده. إسم على مُسمى، ثُبْتُ من الحب وما أردتُ ذلك يومًا وأبداً، لكنه كان إجبارياً علي ؛فمن منا لايَتُوب بعدما يُبدع الحب في جرحه وتشتيت حياته بأكملها؟ لن أتحدث طويلا بل سأختصر٠ لطالما وَبَّخَنِي طارق بثرثرتي التي لا تنتهي، ولطالما اِدَّعَى أنها كانت من بين الأسباب التي أَوقعته في شِباك حُبي منذ سنوات، ربما تتساءلون من يكون هذا الطارق الذي ذكرته، والبعض منكم أدرك من يكون وينتظر لِأَسْرِدَ حكايتي معه. بالفعل إنه هو ذلك الذي يجُول في خواطركم. كان طارق أول حب لي بالحياة، وماأعظم الحب الأول وماألذه ياسادة. كان أول شاب استطاع قلبي أن يَستسلم حُبّاً له، وكانت جل نبضات فؤادي تَنبضُ باسمه ولا بأحد سِواه. امتلأ قلبي به حتى كاد أن يَفيض٠ أحْببتهُ بجميع حواسي الخمس ولم أكتفي، وما كَرِهْتُ أن أَزيد السادسة إن تَوفرت. أحببت ولأول مرة، ونَسيت أني في عالم ليس بالضرورة أن يدُوم فيه الحبيب، أحببتُ وما أردتُ أن أكتفِي من الحب، ولاأراد قلبي أن يَصْبِرَ لحظة فراقه… عِشْتُ قصة حب أسطورية تَعود جذورها إلى ماقبل خمس سنوات . دامت سِتاً وأربعينَ شهراً وعشرةَ أيّامٍ من العِشق والهُيام. أحببتُ ودخلتُ عالماً آخر غير هذا الذي تقطنون فيه. أحببت وكلنا نُحب، وما الحب بِعَيْبً أبداً .. ولا جريمة قط..
أُدعى ثوبة وياليتني تُبت من البداية، لكن قلبي لم يُريد أن يفعل ذلك، يا ليتني تبت من حب طارق وإلى الأبد. ياليتني تبت من حب شتتني وجعلني معه أسيرة إلى المالانهاية في هذا العالم الكئيب، اجتاحتني رغبة شديدة في اقتلاع قلبي من جذوره فأغدو أنثى دون مشاعر وبلا إحساس، ياليتني لا أشعر بشيء أبدا، ويا ليتني كنت جَماداً لا يُحس، ياليتني اِسْتَفَقْتُ من البداية ،وياليتني ماأحببته ولا فعلت ذلك قط. أردنا كثيرا أنا وطارق ولكن القدر لم يُريد أن نجتمع أبداً، كنا على وشك الزواج وكنا على وشك بناء عائلتنا الصغيرة التي لطالما حلِمنا بها في النوم وفي اليقظة. تَبخرت جميع أحلامي به، رَفَضَنِي أبوه وياليته لم يفعل٠٠٠ تَخَلَّى عني طارق مُجبراً، وإختار أن يَسير في صف عائلته التي رفضتني دون أي سبب ُيذكر، أَيُعقل أن نُفضل المال على الحب والعلاقات؟؟ ألهذه الدرجة نَستطيع التخلَّي عن من أَحببنا لسَببٍ تافهٍ يَتعلق بالمال؟ لم يَكن أبي كَأَبِ طارق، ولم نَكن من الأغنياء، كنا عائلة تَهتمُ بالعلاقات أكثر من المظاهر، بالحب وليس بالمال، لأننا كنا نعلم أننا من أشياء بسيطة نَستطيعُ خلق الكثير من السعادة٠ كنا نَدري أَتَّمَ الدِراية أَنَّ المال لم يكن يوماً ما ليَخلق لنا السعادة .. وماتت علاقتي بِطارق٠ تُبت من حُبه وماأراد قلبي أن يَتُوبَ أبداً٠ لكن الزمن قادِر بأن يَجْعَلَهُ يَفعل، سأَتبعه حتى يقُول لي كَفاني حُبا لطارق، فماعاد في القلب مُتسع قادِر على تَحَمُّلِ كل الشوق الذي تَحْمِلِينَهُ له …
 

مريم وكريم

مريم وكريم، أبلغ من العمر 19 ربيعا، طالبة جامعية، أقطن بإقليم طاطا . كاتبة و مدونة مغربية .. ناشرة على منصة رقيم، و مقال كلاود