إلى نفسي المستقبلية

وصايا للقادم من الأيام

عزيزتي نفسي المستقبلية؛
تحية طيبة و بعد…
بعد خمس سنوات من الآن أتمنى إن قدر لك أن تعيشي إلى ذلك الحين أن تكوني أفضل حالا من الوضع الذي أنت عليه الآن، إنني أرجو أن تتمكني من تحقيق الهدف من وجودك في هذه الحياة وأن تستطيعي وضع بصمتك الخاصة على جبينها وتكتبي اسمك في سجل هذا العالم أي أن تكوني إلى الله أقرب وأن تكون علاقتك بخالقك عز وجل جيدة وإلا لا أتصور حالتك إن كان العكس لا قدر الله ويكفيك شرفا أن تكوني من مشاهير السماء فذلك والله هو الفوز والفلاح، لذا أرجو يا عزيزتي من الله أن يثبتك على هديه وتسيري آمنة مطمئنة في طريقك إليه وأبصم أنك ستعيشين حياة طيبة والله إن ذقت طعم القرب والأنس بربك .

بعد خمس سنوات ستكونين بإذن الله قد شارفت يا غاليتي على بلوغ السابع والعشرين من العمر آه كم هو رقم مخيف أرجو أن تكوني على قدر كبير من النضج والوعي، وأن تتصرفي كما يجب في المواقف الصعبة وتمري على اللحظات السيئة مرور الكرام وتحتفظي بشيء من القوة للحظات التي تستحق فعلا ولا تهدري طاقتك على كل حادث ألم بك، وتعلمي أن لا سعادة دائمة في هذه الدنيا فحزن اليوم قد يكون مقدمة لفرح الغد والعكس بالعكس لذا تريثي واثبتي واصبري يا حبيبتي وكوني قوية فلا مكان للضعفاء في هذه الحياة، لا تتخلي عن وحدتك ففيها كل الأنس فهي ملاذك وفيها تستطعين مداراة أحزانك وعلاج جروحك والتهام ما جادت به عليك الحياة من جلساء الروح وغذاء الفكر وأصدقاء المعرفة من الكتب، ولا تربطي علاقات تستنزفك يكفي أن تستثمري في والديك فهما رأسمالك ونور عينيك وكل ما تملكينه في هذه الحياة، كوني بارة بهما ولا تسمحي لأي كان أن يعكر صفو حياتهما تعلمين أن لا معنى ولاطعم لحياتك بدونهما.

أحيطي نفسك بعلاقات إيجابية فلم توجد العلاقات إلا لإسعادنا وإلا أنصحك يا عزيزتي أن تكتفي بعلاقات جد محدودة في حدود عائلتك ووالديك بالأساس لأن لا أحد يستحق تضحيتك ولا محبتك ومشاعرك المرهفة إلا من كانا السبب في وجودك فهما أحق بها.

صورة تعبيرية

لا تتخلي عن أحلامك مهما حدث لا تمشي مع السرب مهما صار تشبثي بطموحاتك فيوما ما بإذن الله ستحقيقيناها، مهما بلغت من العمر لا تقبري نفسك في الدخول في دائرة الزواج وأنت لم تحققي بعد ما تريدينه من الحياة لا تصدقي بعض الهتافات التي تؤثر على جل بنات هذا الجيل فيسجن أنفسهن في علاقة زواج قاتلة والضحية هي تلك الساذجة التي لم تحسن التفكير في واحد من أهم قرارات حياتها ثم أبنائها الذين لم تحسن اختيار والدهم ولم تستعد حتى هي كل الاستعداد لتكون أما صالحة لهم، تذكري غاليتي أن الزواج قدر ورزق والأرزاق مقسمة بين العباد قد لا يكون من نصيبك خوض تلك التجربة فلا تحزني لأن فعلا الأمر لا يستحق حتى أن نقف عنده فاستثمري في ما تملكينه وبما أنعمه الله عليك تكوني أغنى الناس.

أخيرا أرجو من أعماق قلبي ياعزيزتي أن تكوني أكثر إيجابية وأن لا تضخمي الأمور أكثر مما تستحق وتجعلي قيمتك تكمن في أشياء محدودة، أرجو أن تكوني كبيرة بالمحافظة على دينك وسمو أخلاقك وأناقة فكرك نضج عقلك وأن تجعلي الآخرة أكبر همك وتستصغري هذه الدنيا المتقلبة التافهة في عينيك قدر الإمكان وتزهدي في الماديات ولا يشغل تفكيرك سوى نيل رضى الله ورضى والديك آنذاك صدقيني ستكونين أسعد الناس.
مع محبتي لك وتقبلي مني أطيب التحايا وخالص المتمنيات.

إلى نفسي المستقبلية

حسناء المرابط

مدونة مغربية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *