بصمة مدينة

مدينة ليست ككل مدينة

أفعلا تؤثر مدينة واحدة فينا؟ كيف يمكن لمدينة أن تجعلك سعيدا وأن تؤثر فيك بإيجابية وتصنع منك إنسانا يعمر طويلا؟ مرتاحا، هادئ الأعصاب، مرتاح الضمير، صافي البال.. طيبا.. سعيدا ومسرورا؟؟
كيف يمكن لها أن تطور منك ومن مهاراتك وقدراتك العقلية والعملية لتستيقظ كل صباح مفعما بالأفكار الجديدة النيرة وتنام بعدما ساعدتك في تطويرها وصقلها طيلة اليوم؟ كيف لها أن تضع فيك بصمة وتؤثر فيك؟

كيف لك وأنت فيها أن تشتم روائح ذكرياتها، بطولة شعرائها، فنانيها، محاربيها وغيرهم الكثير.. أن ترى ألوانها وأن تسمع أصواتها بكل أناسها وتناقضاتها، إيجابياتها وسلبياتها.. كيف لها أن تجعلك تشتاق لها حين تغادرها فتكتب رسائل الاشتياق لها والولع بها، وتعرف عنها كل جديد قبل أناسها والقاطنين بها لعلك تطمئن وأنت بعيد عنها لتهرع لملاقاتها بعدما تتسنى لك كل فرصة جديدة بحب..!!

تصميم للفنان “جايكوب آيزنجر”، قام بتصميمه لصالح غلاف مجلة “MODUS”، عدد فبراير 2015

هي مدينة غير المدينة التي بها أنا الآن.. فمدننا تحتاج نغمات موسيقى وألحانا شجية.. تحتاج فنا راقيا ورسما مبدعا.. تحتاج شعبا لبقا أنيقا يملؤه الفن والأدب.. شعب لا تنقصه مختلف الحقول المعجمية والدلالية لكلمات الشكر والعفو، لكلمات وجمل طيبة لعلها تشق جدولا يجري فيه الماء ولو بعد قرن في أنفس الصغار والكبار، الكهول والشباب، الأطفال والعجائز، كي تمر دون سماع كلام فاحش ولا مظاهر تحرش.. دون حلقات شجار وصراع لأتفه الأمور بطريقة همجية بربرية.. تنقصهم الابتسامة من أجل الابتسامة لا من أجل أي شيء آخر.. شعب يفتقر لقلب نابض محب ولضمير حي عاقل معاتب وقت الاضطرار.. شعب يأمل ويحلم.. لا تقيده بعض عادات وتقاليد تافهة ولا أية أسباب واهية.. شعب يحب مهنته.. ناضج وواع بدوره في سيرورة الحياة لأجل خير مدينته.. لا يطالب بالحقوق دون معرفته للمسؤوليات..

مددنا بشعة.. لذا فهي تحتاجنا كلنا يدا بيد.. لتصبح جميلة وأنيقة.. لتصبح مدنا صالحة للعيش بكل ما تحمل الكلمات من معنى..

بصمة مدينة

Exit mobile version