خفيفتان على اللسان.. ثقيلتان على الإنسان

 إن أسهل ما قد ينطق به المرء هو كلمتا “نعم ولا “، بل إنه غالبا ما يكتفي بتحريك
رأسه موحيا برفضه، أو قبوله 
الأمر دون أن يعي خطورة الوعد الذي قطعه على نفسه، أو أهمية الفرصة التي أضاعها.
حرفان لا أكثر قد يستدرجانك إلى حيث لا تدري، فبعضٌ من نعم أو لا اللتين نطقنا بهما يوما
ما، أنهتا علينا المطاف بأشياء جميلة، ربما بمغامرة شيقة أو بِرَدِّ مصيبة. لكن ما
أود توضيحه هو أن تعودنا على قول نعم هو إرغام للنفس على إرضاء الجميع أو إرضاء
رغباتهم التي لا تنتهي، وكلها غايات كتب الله لها ألاّ تدرك، كما أن التعود على
قول لا أيضا هو إهدار للفرص التي قد يكون فيها من الغنائم ما لا يترك .
إن العلاقة بين الكلمتين وطيدة جدا، خيار يلغي الآخر، مع أو دون الوقوف عند أحقية
هذا الإلغاء …والتنقل بينهما بسلاسة مهارة مكتسبة من خلال تجارب معقولة وغير
موفقة في القبول أو الرفض، مرة لأن ردنا كان سريعا دون تفكير مسبق، ومرة أخرى لأن
تمهلنا كان تماطلا مفرطا فيه. فلا تريثنا يعني دائما الصواب ولا تسرعنا يعني دائما
الخطأ…هو فقط ذكاء في استيعاب الحيز الزمني للقرار، وإعطاء الجواب النهائي، فهل
فعلا الموضوع يستحق التخميم والاستفسار أو أن سر الجواب في سرعة اتخاذه .
وما يساعدنا أكثر على تنمية ذكاء تجاوبنا أو تعاملنا مع هاتين الكلمتين هو مدى
التزامنا بأولوياتنا وتشبثنا بمبادئنا، فالإجابة بنعم أو لا تخلق فرقا كبيرا عندما
يتعلق الأمر بفرصة عمل تتنافى مع أخلاقك. حينما تجيب “هذا عمل ضد مبادئي ..”
أو عندما يتعلق الأمر بإمكانية تقديم مساعدة لصديق ما، حينما تقول “نعم بكل
سرور هذا واجبي..”، بل حتى في تربية الأبناء، على الآباء أن يستشعروا أن
الأوان قذ حان لنقول لا يا صغيري .
قول لا في مواقف كثيرة هو تحرير للنفس، وقول نعم في مواقف أخرى تكريم للآخر.
راقب إجاباتك ولاحظ كم مرة في اليوم تقول كلتا العبارتين وأيهما تقول أكثر، ولمن
تقولهما وكيف تصوغهما .
“أرجوك لا داعي أن تحاول إقناعي فموقفي واضح في ما يتعلق بالأمور الفلانية
…”
” لا تتردد يوما في الاتصال بي غالبا ما أحب الخوض في مثل هذه الأمور “.
هكذا دع إجابتك تعبر عنك وعن مشاعرك، عن قناعاتك وعن نواياك ..دعها تكون نابعة من
القلب وعفوية، فالتعبير الواضح برهان على شجاعة الشخص ونزاهته والأهم من ذلك
مسؤوليته تجاه ما يقول.
هنالك خيط رفيع بين كلمتي نعم ولا، فوَطِّن حدودهما جيدا حتى لا تقطع مسافة الذهاب
والإياب بينهما هدرا….نصيحتي أن لا تؤمن بالإجابات الدبلوماسية : “نعم
” أو “لا”…فلا ثالث بينهما .إن العلاقة بين الكلمتين وطيدة جدا،
خيار يلغي الآخر، مع أو دون الوقوف عند أحقية هذا الإلغاء …والتنقل بينهما
بسلاسة مهارة مكتسبة من خلال تجارب معقولة وغير موفقة في القبول أو الرفض، مرة لأن
ردنا كان سريعا دون تفكير مسبق، ومرة أخرى لأن تمهلنا كان تماطلا مفرطا فيه. فلا
تريثنا يعني دائما الصواب ولا تسرعنا يعني دائما الخطأ…هو فقط ذكاء في استيعاب
الحيز الزمني للقرار، وإعطاء الجواب النهائي، فهل فعلا الموضوع يستحق التخميم والاستفسار
أو أن سر الجواب في سرعة اتخاذه .وما يساعدنا أكثر على تنمية ذكاء تجاوبنا أو
تعاملنا مع هاتين الكلمتين هو مدى التزامنا بأولوياتنا وتشبثنا بمبادئنا، فالإجابة
بنعم أو لا تخلق فرقا كبيرا عندما يتعلق الأمر بفرصة عمل تتنافى مع أخلاقك. حينما
تجيب “هذا عمل ضد مبادئي ..” أو عندما يتعلق الأمر بإمكانية تقديم
مساعدة لصديق ما، حينما تقول “نعم بكل سرور هذا واجبي..”، بل حتى في
تربية الأبناء، على الآباء أن يستشعروا أن الأوان قذ حان لنقول لا يا صغيري .قول
لا في مواقف كثيرة هو تحرير للنفس، وقول نعم في مواقف أخرى تكريم للآخر.راقب
إجاباتك ولاحظ كم مرة في اليوم تقول كلتا العبارتين وأيهما تقول أكثر، ولمن
تقولهما وكيف تصوغهما .”أرجوك لا داعي أن تحاول إقناعي فموقفي واضح في ما
يتعلق بالأمور الفلانية …” ” لا تتردد يوما في الاتصال بي غالبا
ما أحب الخوض في مثل هذه الأمور “.هكذا دع إجابتك تعبر عنك وعن مشاعرك، عن
قناعاتك وعن نواياك ..دعها تكون نابعة من القلب وعفوية، فالتعبير الواضح برهان على
شجاعة الشخص ونزاهته والأهم من ذلك مسؤوليته تجاه ما يقول. هنالك خيط رفيع
بين كلمتي نعم ولا، فوَطِّن حدودهما جيدا حتى لا تقطع مسافة الذهاب والإياب بينهما
هدرا….نصيحتي أن لا تؤمن بالإجابات 
الدبلوماسية :
“نعم ” أو “لا”…فلا ثالث بينهما .
 

 

Exit mobile version