الاعتراف الأمريكي بالصحراء المغربية

هل هو بداية نهاية جبهة البوليساريو؟

واجه المغرب في الشهر الماضي عرقلة جبهة البوليساريو لمعبر الكركرات، الأمر الذي أعاد أزمة ملف الصحراء إلى الواجهة من جديد. لكن التطورات الأخيرة خلفت تغييرا مهما خصوصا بعد إعلان الرئيس الأمريكي عن افتتاح قنصلية لبلاده بمدينة الداخلة، حسب بلاغ للديوان الملكي يوم الخميس 10 دجنبر الجاري؛ وتأتي هذه الخطوة تشجيعا للاستثمارات الأمريكية، بالاضافة لمهام اقتصادية ستساهم في رفع مستوى التنمية لفائدة ساكنة الأقاليم الجنوبية.

وفي نفس البلاغ كشف الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، للملك محمد السادس في اتصال هاتفي، عن إصداره لمرسوم رئاسي يقضي باعتراف واشنطن بسيادة الرباط على صحرائه. وفي نفس اليوم نشر الرئيس تغريدة على موقع تويتر، أكد فيها مضامين البلاغ الملكي قائلا “لقد اعترف المغرب بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1777، ومن ثم فمن المناسب أن نعترف بسيادته على الصحراء الغربية”.

وعلى خلفية هذا الاعتراف، اعتمدت الولايات المتحدة على خريطة المغرب الكاملة بعد إزالة خط الفصل بين المملكة المغربية وصحرائها، حيث قال سفير أمريكا بالمغرب ديفيد فيشر في تصريح صحفي يوم السبت 12 دجنبر “هذه الخريطة هي التجسيد المادي لإعلان الرئيس دونالد ترامب قبل يومين، الذي اعترف فيه بسيادة المغرب على صحرائه”.

اعتماد السفارة الأمريكية بالمغرب لخريطة المملكة كاملة

الكركرات.. توتر جديد بين المغرب وجبهة البوليساريو

أغلق عناصر جبهة البوليساريو المنطقة العازلة بالكركرات (2700 كيلومتر) التي تربط المعبرين الحدوديين المغربي والموريتاني، منذ 21 أكتوبر ولمدة ثلاثة أسابيع، وحسب موقع الجزيرة فقد اضطرت المئات من الشاحنات التجارية للتوقف. وكرد على هذه المنهجية التي اتخذتها البوليساريو لنشوب حرب، فقد قامت القوات المسلحة الملكية المغربية يوم الجمعة 13 يونيو بعملية تحمل في ثناياها هدف تطهير الكركرات وإعادة فتح الطريق وبناء جدار أمني.

وقد خلف التدخل المغربي لإعادة فتح الطريق، عودة جبهة البوليساريو للعمل المسلح، حيث انسحبت من اتفاقية وقف إطلاق النار يوم السبت 14 نونبر، التي يعود تاريخ تطبيقها لسنة 1991؛ مما أرغم القوات المغربية على القيام برد مماثل أجبر عناصر البوليساريو على الفرار، دون تسجيل أي خسائر بشرية.

جبهة البوليساريو تدعي بطولات وهمية

بعد هروبها، لم يعد لجبهة البوليساريو خيار سوى الترويج لأخبار زائفة توثق ربحهم الوهمي، فحسب موقع كيفاش فقد روجت مصادر إعلامية تابعة البوليساريو وأخرى للجزائر سقوط طائرة تابعة للقوات المغربية لكن الصور، وكما هو موثق على الإنترنت، فتتعلق بسقوط طائرة استطلاع تركية عند الحدود السورية.

لم تكتف المنابر الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي بهذه الشائعة الكاذبة فقط، بل شاركوا صورا ومقاطع فيديو تعود لبلدان مختلفة في فترات زمنية قديمة.

الصحراء تفتح أبوابها في وجه عدة قنصليات

قامت عدة بلدان بفتح قنصليات لها بالصحراء المغربية، فجاءت هذه الخطوة كاعتراف وإقرار بسيادة المغرب على صحرائه، فحسب تصريح لوزير الخارجية ناصر بوريطة لسكاي نيوز عربية، قال فيه “إن الحدث الأهم بالنسبة للمغرب وللمغاربة كافة، هو إعلان اعتراف أمريكا بسيادة المغرب على الصحراء؛ وإن الأمر تحول تاريخي في القضية”.

صورة من افتتاح إحدى القنصليات الإفريقية بالصحراء المغربية

وإلى جانب هذه القوى العظمى، العديد من الدول فتحت قنصليات لها في الأقاليم الجنوبية كالإمارات والبحرين، وجزر القمر والكوت ديفوار…

هذا الانتصار الديبلوماسي يعتبر منعطفا مهما في دعم وحدة التراب الوطني، والذي يصب أيضا نحو نهاية لكابوس جبهة البوليساريو.

الاعتراف الأمريكي بالصحراء المغربية

Exit mobile version