تحيزات القراءة

تحيزات القراءة هي مجموع الانحيازات التي تؤثر على قراءتنا وتحدد طريقة تجاوبنا مع ما نقرأه. وتنقسم لعدة أنواع، من بينها: التحيزات المنطقية والتحيزات العقلانية.


*التحيزات العاطفية:

– التحيز العقلي brain logical effect: أي كيفية تعامل عقلك وردة فعله على المعلومات التي يتلقاها.
مثال: إذا أخبرتك أنك ستفشل في اختبار ما بنسبة 10% فإنك ستركز على هذه النسبة أكثر وستتجاهل الباقي الذي يضمن لك أن تنجح في الاختبار، رغم أنه نفس الشيء ولكن تأثير الطريقة التي أوصلت بها المعلومة مهم.

– تحيز التأكيد: وهي أن نقرأ ونصدق ما يتوافق مع قناعاتنا وأفكارنا السابقة. لذلك يجب أن نسأل أنفسنا ونحن نقرأ: ‘هل نحب ما نقرؤه لأنه يتفق مع أفكارنا أم لأنه صحيح؟’، ‘ما هي الأفكار التي أتفق معها أو أتجاهلها أثناء القراءة؟’ و ‘هل أقرأ ما يتفق مع أفكاري فقط؟’.

– تحيز الذاكرة الخاطئة False memory effect: وهو الاعتماد على ذاكرتنا في الأفكار والمعلومات التي نقرأها ونعود إلى مصدرها. وسميت بالذاكرة الخاطئة لأننا نقوم بتغيير المعلومات في الذاكرة في كل مرة نذكرها.

– تأثير المعلومة النائمة: أي الأفكار التي تتجمع وتتراكم في ذاكرتنا. وكمثال على ذلك: قامت حكومة الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية بدراسة تأثير الأفلام على الجنود لترى إن كانت هناك أي دفعة للجنود من خلال الأفكار التي وضعتها في الأفلام (أفلام عن تفوق أمريكا في الحروب..) وكانت النتيجة أن الجنود لم يتأثروا قط واعتبروا أن ذلك مجرد فيلم فقط ولا علاقة له بالواقع، إلا أنه بعد فترة انقلب الحال وكان التأثير كبيرا جدا لدرجة فاقت التوقعات. لماذا؟ لأن العقل البشري ينسى مصدر المعلومة والمشاعر المرتبطة بها أسرع من نسيان المعلومة نفسها. أي أن هذه المعلومة تبقى مخزنة في الذاكرة ويسترجعها العقل في حال تشابه الموقف حتى وإن كان يؤمن عند سماعها أن مصدرها غير موثوق.

– تأثير بارنوم Barnum effect: هي أن يعتقد الشخص أن الأفكار التي يقرؤها تنطبق عليه وحده دون الآخرين، كمن يقرأ الأبراج ويؤمن بها.

– نقطة التحيز العمياء: ويقصد بها هؤلاء المتخصصين في الحكم على الآخرين وما يقرؤون فيستطيعون ملاحظة المشاكل في أفكار الغير ولكن لا يستطيعون النظر في تحيزاتهم هم.

– تحيز تبرير التأكيد: وهي التصورات المسبقة التي يتلقاها الشخص ويؤمن بها ويبحث عن ما يؤكدها. مثلا أنً من يتسلق الجبل ويصل إلى القمة سيشعر بقيمة أكبر بالنظر من أعلى من ذلك الذي يصل بواسطة طائرة
وأن ذلك الذي يبذل جهدا كبيرا ومشقة لينجح في الحياة أكثر قيمة من ذلك الذي يولد في نظام ناجح من أساسه.

صورة تعبيرية

*التحيزات العقلانية:

– تحيز السجع: أي أن ما يتناسق من الكلام أكثر عقلانية من غيره، بمعنى أن ما هو مكتوب بطريقة جيدة يقين والعكس صحيح.

– تحيز الإيمان: عندما نقرأ ونتفق مع ما يناسب مشاعرنا ولو كان لا يمت للواقع بصلة.

– تحيز الإنتاج: العقل البشري يتذكر المعلومات والأفكار التي يولدها هو أكثر من الأفكار التي يقرأها ويسمعها؛ وهذا مرتبط بالذاكرة الومضية التي تجعلنا نعدل الذكريات والمعلومات في عقولنا ونقتنع أنها صحيحة، فالعقل البشري عندما يقرأ يفاعل المعلومات مع أفكاره ويحفظ ما يفكر به فيعدل المعلومة التي قرأها ويغيرها بالفكرة التي قد يكون مقتنعا بها وهي من نتاج عقله ولم يكن مصدرها ما قرأه.

– تحيز الجديد: وهو عندما نضع قيمة أكبر ونعتقد أن الفكرة صحيحة فقط لأنها جديدة لا غير، ويحدث هذا مثلا عندما نقرأ الكتب الأكثر مبيعا أو التي تخرج حديثا دون أن نحللها.

– تحيز التركيز: عندما ننتبه فقط لما يتفق مع أفكارنا المسبقة ونرفض غيرها.

– تحيز الموجود: يقع فيه الكتاب والقراء معا، وهو عندما نركز على الأمثلة سهلة التذكر. يظن الشخص أن المعلومة صحيحة فقط بسبب سرعة استرجاع المثال في العقل وليس لصحتها. مثلا إذا طلبت منك تذكر تلاث مواقف كنتَ فيها متشائما للغاية؛ إذا أجبت بسرعة ستعتبر بأنك فعلا متشائم وبينما إذا لم تستطع تذكرها بسرعة فستحكم على نفسك بأنك لست إنسانا متشائما، بينما قد يكون العكس ويختلف الأمر فقط في سرعة تذكرك للأمثلة.

– تحيز الإعادة: عندما نسمع معلومة لأكثر من مرة فنعتقد أنها صحيحة.

– تحيز العرض: عندما نحب كتابا أو مقالا فقط لأن الجميع يحبه ويثني عليه.

هناك المزيد من التحيزات المعرفية التي يمكنك البحث عنها. أما الآن وقد تعرفت على معظم تحيزات القراءة، يمكنك قراءة منهج ابن الهيثم لتكتشف كيف تتجنب الوقوع في هذه التحيزات.

في الختام أود أن أشير إلى أن هذا المقال مستلهم من مساق “كيف نقرأ؟” على منصة “إدراك”,

تحيزات القراءة

مريم اوحسو

أستاذة لغة انجليزية، حاصلة على إجازة في الدراسات الإنجليزية وحاصلة على شهادة في البيداغوجيا التربوية. كاتبة مقالات، مترجمة ومتطوعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *