عبق الماضي “الجزء السابع”

لعنة الحب بعد الفراق

لقراءة الأجزاء السابقة :

الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث

الجزء الرابع الجزء الخامس الجزء السادس

من المحتم علينا عند ضياع البوصلة أن نقف لفترة معينة لتصحيح الخلل والقيام بتغيير وترتيب بعض الأمور لاستئناف الرحلة من جديد.

طوال هذه المدة التي تقدر بأشهر تركت كل الأشياء هناك إلا أنت، أنت التي حكمت علي بلحظة الفراق أن أظل ملكا لك ولا أرى غيرك رغم كل نون النسوة من حولي جعلتني أحملك في قلبي لكل مكان أتوجه نحوه وأن أحافظ على وجودك كما يرعى المزارع المتمرس الشتلات اليافعة، إنك إنسانة بمصطلح آخر عملة بوجهين فوجهك الآخر هو ما يلفه الغموض ويجعلني كالأسير بالمعتقل.

خفيفة الظل، مرحة، ذات روح نقية، بسيطة خالية من التعقيد، وهذا يجعلك جديرة بأن تأسري القلوب دائما؛ إن الأحمال جميعها أعباء تنهك القلب، إلا حملك فرغم ثقله ورغم أفعالك غير المنطقية والصبيانة لكنه بمثابة جائزة وتتويج لي ولقلبي.

أعشق هذا الدفء الذي يتملكني حين أخوض في الحديث عنك، وتستهويني جرأة البوح عندما أستحضرك بكتابتي لتعطي لها مضامين خاصة تزيد من روعة وجمال السطور كأنك دافع يجبرني على الكتابة لك كلما خفق قلبي أكثر وأرتعد كأني فلاح ينتظر قطرة ماء من السماء حتى ترتوي الأرض وتخرج من طياتها ما عمل من أجله طوال الموسم.

لست أخشى أن تأتي غمامة الأيام السوداء لأني سأغلق باب غرفتي وأجلس وحيدا في خلوة من نسج رغبتي.
أطفئ الأنوار وأتظاهر بالعمى، ثم أتساءل، إن لم يكتب لي رؤيتك مجددا فهل أستطيع العيش معك مرة أخرى؟هل سيفتح لي صرح الخيال أبوابه لآخذك معي في نزهة أتوجك في نهايتها أميرة بإكليل من شرايين نابضة؟

أغمض عيني لبرهة، ثم آخذ نفسا عميقا، فأجدني أفكر فيك وأرى نفسي ممتزجا بك، كما يمتزج النائم بحلم لطالما ترجى أن يباغته فجأة، وأعيش معك، أشاهدك كما لوأنني أراك لأول مرة، حركة يديك وقت انفعالك، وعيناك حين تصبين سيل عاطفتك وتترجين مني أن أرافقك لمتنفسك الشاسع الذي كلما ضاقت بي الأمور أجده الوحيد القادر على فهم ما تخفيه الأفواه.

أعلم أنك ماردة لكنك تسكنينني، أحملك بداخلي كما يحمل المؤمن الصادق في قلبه الأدعية، إن نبض ذكراك هائج يفيض بتفاصيلك الدقيقة، قاتلة أنت، سالبة للعقل، تخرجينني من مر دنياي وتودعينني في عسل وهمك.

عبق الماضي “الجزء السابع”

سعد الدين زياد

لست سوى مجرد كاتب هاوي عاشق للحروف و محب لتكوين لوحة فنية نابعة من الأعماق تجذبني إليها لعلها تخفف من الجروح الغائرة التي لم تشفى بعد رغم مرور كل هذه الأيام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *