كيف تتعافى من يوم سيء خلال 5 دقائق

حِيَل بسيطة

تواجهنا جميعا في رحلة الحياة الكثير من المنغصات والمواقف المزعجة التي نعتقد أحيانا أنه من الصعب التخلص منها؛ وقد تتمثل هذه المواقف مثلا في: تعطل جهازك الخلوي، شجار مع زميل عمل، زحمة سير أدت إلى تأخرك عن موعد مهم، إلغاء مشوار كنت متحضرا له منذ مدة، انسكاب فنجان قهوتك على أوراق مهمة… والعديد من المواقف المشابهة التي قد تثيرنا وتفقدنا أعصابنا وتعكر صفو يومنا ومزاجنا خلال دقائق معدودة.

فحياتنا بطبيعتها مليئة بالمشاكل والتحديات، وفي بعض الأوقات قد يبدو البقاء هادئا (رايق) وكأنه معركة شاقة.
لذا فإن مهمتنا هي أن نتعلم كيفية التغلب على مثل هذه الأشياء التي تزعجنا ولا ندعها تعكِّر صفو أيامنا. فأيا كان هذا الأمر المزعج، فإنه بالتأكيد هنالك أشياء يمكننا القيام بها لنحسن مزاجنا ونخفف من وقع هذه الأحداث علينا.

وللعلم، فإن كل ردة فعل لنفس الموقف قد تختلف من شخص لآخر، فلكل شخص خصوصيته وسلوكه الخاص وطريقة تعامل مختلفة مع كل موقف؛ تختلف من شخص لآخر، ومن فكر لآخر، ومن ذوق لآخر.

نقطة مهمة أيضا، إن كل موقف بالدرجة الأولى يعتمد على المرحلة العمرية للشخص، بالاضافة إلى الثقافة الفكرية، ونمط البيئة الاجتماعية المحيطة حوله والتي نشأ عليها، فردود الأفعال تتفاوت من شخص لآخر ومن ثقافة لأخرى.

إنه لأمر مرهق للغاية أن تقضي وقتك كله في لوم نفسك وتفكيك أحداث وربط مواقف حدثت لك، إذ أن ذلك لن يفيدك في شيء ولن يغير الحدث الذي حصل بل إنك بذلك ترهق عقلك و تزيد همك .
لذا كن معي في الخطوات التالية لعلها ستساعدك في التعافي من يوم سيء مرهق ومليء بالضغوط.

التأمل من أرقى الحلول لتجنب ومعالجة الضغط النفسي

قبل كل شيء، عندما تكون منزعجا فإن التنفيس (الفضفضة) عما تشعر به عملية مهمة جدا، إذ أن عملية التنفيس هذه هي صمام الأمان لتخفيف احتقانات النفس، فقد أكدت العديد من الدراسات أن الإنسان يصبح أكثر عرضة للتأثر بالعديد من الأمراض عندما يعتاد على كتم مشاعره نظرا لعدم وجود مخرج عاطفي لها، مما يضع الجسم في حالة من التوتر والضغط النفسيين؛ لذا أولا يعد التحدث مع صديقك عن المواقف المزعجة من إحدى الوسائل الفعالة للتنفيس والتهدئة وتحسين المزاج لأنك عندما تبوح بما داخلك لشخص مقرب منك جدا ومحل ثقة، فهذا يساعدك كثيرا على الشعور بالراحة، حيث أنك تخرج ما بداخلك من مشاعر سلبية وتفرج عنها لشخص يفهمك؛ بالإضافة إلى ذلك، فقد يعطيك صديقك رؤية جديدة للوضع ويساعدك على إيجاد الحلول للموقف الذي أزعجك.

ثانيا، عليك الانتباه لما يفعله عقلك، هل بدأ باسترجاع الحدث المزعج مرة آخرى ويعيد أحداثه داخله؟؟ إذا كان جوابك نعم فإن خير وسيلة للتخلص من هذا كله هو الانشغال في أفكار وأشياء أخرى، فبمجرد أن تشغل نفسك في نشاط مريح ستتاح لك فرصة وقف عقلك عن الانجرار مرة أخرى نحو الأحداث المزعجة والتركيز على مناطق أكثر إيجابية.
ومن إحدى الطرق والوسائل المستحدثة والفعالة لتوجيه فكرك وتركيزك بعيدا عن المنغصات هو تلوين رسوم الماندالا، وهو فن هندي عبارة عن مجموعة دوائر وأشكال هندسية تتداخل معا لتشكل لوحة فنية.
فقد أثبتت العديد من الدراسات والأبحاث فعالية هذه الطريقة لتحسين المزاج وتشتيت فكرك عن ما يزعجك، لأنك
عندما تقوم بهذا النشاط وتركز عليه، فإنك تبتعد عن كل الأحداث المحيطة بك وتوجه تركيزك كله على التلوين، وبذلك تكون قد حولت اتجاه تفكيرك نحو شيء آخر.

رسم من رسوم الماندالا الهندية

كخلاصة لكل ما سبق، تذكر أنه مهما كان الحدث المزعج الذي حدث معك فإنه قد انتهى وطويت صفحته حتى إشعار آخر، وما عليك سوى أن تصرف انتباهك عنه ببساطة؛ فأنت لا تحتاج سوى أقلام لتلوين رسومات الماندالا مع فنجان قهوة أو مشروبك المفضل والاستماع إلى الموسيقى المفضلة لديك.

الحياة كما يقال يوم لك ويوم عليك، لذا حافظ على صفاء مزاجك ولا تجعل نفسك تمضغ في موقف مزعج حصل معك أكثر من خمس دقائق، فالعمر قصير لذا لا تفسد لذة أيامك بأمور قد حصلت ولن تتغير.

كيف تتعافى من يوم سيء خلال 5 دقائق

ابتسام عطالله الرمحين

كاتبة في عدة مجلات و صحف إلكترونية ليسانس ترجمة لغة انكليزية صدر لي كتاب بعنوان من التبرير إلى التغيير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *