8 مارس عيد المرأة

لأنكِ الحياة

إلى كل امرأة بالكوكب الأزرق…!

إليك يا سيدتي فأنت الأم والجدة والزوجة والخالة والعمة، وإليك يا آنستي فأنت الأخت والصديقة ثم حبيبة القلب.
كل عيد وأنت جميلة سعيدة ومتميزة، كل عيد وأنت أمي التي أقدرها وأختي التي أقوي عزيمتها وصديقتي التي أحبها وحبيبتي التي أعشقها. كل عيد وأنت المرأة التي أقدرها وأحترمها وأتمنى حياة تشرق شمسها عليك كل صباح وأكون بقربك عند مغربها، كل عيد وأنت أفضل إن شاء الله.

كل عيد وأنت عنوان التميز، عنوان التضحية، عنوان الكفاح وعنوان الصمود، من لا يعرف قيمة المرأة لا يستحق أن يكون أصلا في الوجود.
وجودك بأمر وحكمة إلهية، أعطى للحياة رونقا خاصا، نخطئ أحيانا في التعبير عن حبنا لك، نخونك أحيانا، نعتبرك عورة ثم فتنة، نتهجم عليك وننسى فضلك علينا، ننسى حتى الشهور التي حملتنا فيها الأرحام، لسبب ما نتمنى عالما بدون نساء.
أيعقل هذا؟ كيف سيكون هذا العالم بدون نساء؟

كارثة بكل المقاييس، كل رجل وإن كان كارها للنساء لا بد له أن يحترمهن في قرارة نفسه، بعضكن فعلا خلقن ليجسدن أفعال الشيطان في الأرض، لكنهن طيبات في الأصل والطبيعة بكل عواصفها وأسبابها تلاعبت بطيبتهن وأخرجتهن عن الطريق الصحيح.

رسالة لكل نساء العالم

الإنسان يولد في الأصل طيبا بريئا ينظر للحرب بامتعاض، ينظر للحب نظرة تقديس وللسلام نظرة قديس، ينظر للشر نظرة الخير لإبليس وينظر للحياة نظرة الشعب للرئيس، كل حسب نظرته، الكل ينظر إليه حسب أفعاله.
الحياة وحدها من تغير الطبائع، المواقف وحدها من تحين المراجع، الشر وحده من حول ورحل علاقتنا كرجل وامرأة من زمن المودة إلى زمن الأزمات والمواجع.

أردت أن أحدثك بلغة أقرب إليك، لغة لا يطغى عليها المدح ولا الهجاء ولا حتى الرثاء، أنت أدرى بنفسك مني؛ أردت أن أقول لك أني كرجل وكسائر الرجال نعرف قيمة ومكانة النساء وأنك لا تحتاجين إلى اعتراف، وأن الجميل فينا هو الاختلاف؛ وأنك أيضا لا تحتاجين إلى كلامي ولا إلى عيد عالمي وسنوي من باب التفضل عليك، بل من باب الواجب نحوك، فعواطفك الطفولية وما خلقك الله عليه من ضعف جميل يتقوى بكلمة حب وبعاطفة رجل يحميك، الإنسان بصفة عامة وفي صيغته الطفولية التي ترافقه مدى الحياة، حتى وإن أنكر ذلك، يحتاج إلى الاعتراف وإلى الحب وإلى الاهتمام، سواء كان رجلا أو امرأة.

يوم واحد غير كاف لإسعادك والاحتفال بكل تأكيد، لكنه مهم لأنه في الأصل من لا يقدر المرأة دائما وأبدا لن يعترف بعيدها نهائيا.

نحن خلقنا لنكمل بعضنا، ليقوي بعضنا الآخر، حتى وإن كنت امرأة عصرية تدعي أنها لا تحتاج إلى رجل شرقي أو غربي حسب تنشئتك الاجتماعية وميكانزماتك النفسية ثم نظرتك للحياة وتجاربك فيها، إلا أن كل امرأة كيف ما كانت تحتاج إلى رجل أخا كان أو صديقا أو حتى أبا أو ابنا، فما بالك بحبيب في زمن قل فيه الأحبة رجالا كانوا أو نساء، وتتمنى رجلا في زمن قل فيه الرجال.
دمت فوق رؤوسنا يا كل امرأة مكافحة مناضلة، مسالمة، عطوفة، محبة، مشرقة ومنبثقة من زمن المعجزات.

8 مارس عيد المرأة

سعد الدين زياد

لست سوى مجرد كاتب هاوي عاشق للحروف و محب لتكوين لوحة فنية نابعة من الأعماق تجذبني إليها لعلها تخفف من الجروح الغائرة التي لم تشفى بعد رغم مرور كل هذه الأيام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *