الديمقراطية في قبضة الأوليغارشية

عن القاسم الانتخابي الجديد

معظم التجارب الإنسانية السياسية التي أخفقت أو لم تطور نفسها، سقطت في مسار التاريخ، والديمقراطية ليست نظام الحكم الوحيد الذي عرفته البشرية، فقد مرت على الأمم نظم وتجارب مختلفة باختلاف الحضارات والشعوب وعلى مر الأزمنة والتواريخ.

لكن تجربة حكم الشعب نفسه بنفسه ولأجل نفسه كما عرفها “أبراهام لنكولن“، سلوك سياسي خالد ساهمت أسسه التطبيقة من حرية وعدالة ومساواة في بقائه رغم التطور الذي طال جوهر وشكل الديمقراطية لكنها بقيت أحد أعظم الممارسات السياسية وأهمها من زمن الدولة المدينة في اليونان القديم إلى عصر الدولة الوطنية الحديثة في وقتنا الراهن.

وفي بعض التجارب لاتعتبر الديمقراطية السبيل الوحيد لممارسة السياسة كونها في مناخ سلطوي أو شبه سلطوي لاتعدو مجرد شكل حكم صوري تحركه من الخفاء قواعد سياسية غير معلنة ولاتظهر للجميع.

ستشهد الانتخابات المقبلة في المغرب بدعة سياسية بحيث لن يتم الاقتراع وفق عملية تسمح للشعب باختيار ممثيله من خلال التصويت الحر، وعوض ذلك سنرى تقسيم لأصوات المسجلين باللوائح الإنتخابية على عدد المقاعد البرلمانية في كل دائرة من دوائر البلد.

صورة تعبيرية عن الأوليغارشية (حكم الأقلية)

لست هنا في موضع حسرة على محاصرة الديمقراطية بهذا الشكل، فقد كانت في مواعيد سابقة تتعرض لمحاولات اغتيال أصيبت في بعضها وتخطت أخرى لكنها استمرت، ولست في زاوية إيديولوجية، فالانتماءات الحزبية والخلفيات تنتهي بالإجماع على مصالحهم الضيقة، حيث أن اليساري فارق قيمه الثورية والإجتماعية والإسلامي أشبع بطنه وفقد فطنته، وهلم جرا.

الحسرة كلها والأسف جميعه على أننا شباب نطمح لحاضر ومسقبل أفضل لا تحكمه سياسات ضيقة وأساليب سلطوية تقبض على الديمقراطية في وطننا. ولمن لم بفهم علاقة الموضوع بالعنوان، فأود سرد تعريف قصير لمصطلح الأوليغارشية (أو حكم الأقلية) الذي هو -حسب موقع الموسوعة السياسية Political Encyclopedia-  شكل من أشكال الحكم بحيث تكون السلطة السياسية محصورة بيد فئة صغيرة من المجتمع تتميز بالمال أو النسب أو السلطة العسكرية؛ وهذا ما تقع فيه الديمقراطية بلدنا الحبيب.

الديمقراطية في قبضة الأوليغارشية

Exit mobile version