حياتنا “عن بعد”، إلى متى؟

كيف أثّر الفيروس وسلالاته على يوِْمِيّاتنا؟

هل تُغنينا اللّقاءات والاجتماعات والمحاضرات “عن بعد” عن الاجتماعات المباشرة ؟

بعد حلول كورونا في مثل هذه الفترة من السنة الماضية و بعد سلسلة الإغلاقات والإجراءات الاحترازية، حاول الجميع التأقلم مع الوضع وضمان الاستمرارية بطريقة أو بأخرى حتى لا تتوقف العجلة…

انخرطت كل دول العالم في التواصل عن بعد لضمان استمرار ما يمكن استمراره؛ وانطلقت الشركات والادارات في عقد اجتماعاتها ولقاءاتها ” عن بعد” عبر التقنيات والقنوات التواصلية المخصصة لذلك، “المناظرات المرئية“، خاصة إبان فترة الحجر الصحي … ما كان له جميل الأثر في تقليص الآثار السلبية للجائحة على اقتصاد الدول والشركات والمقاولات.. وانخرط في ذلك تباعاً كلُّ المؤسسات التعليمية لإعطاء الدروس عن بعد بل ولتنظيم الامتحانات عن بعد..

حينَ طال الحجر وإجراءات التباعد وضَجِرَ الناس، انخرط الفنانون والمثقفون أيضا في تقديم المحاضرات والندوات بل وحتى المهرجانات الفنية والثقافية واللقاءات العلمية “عن بعد“… فوجَدنا أنفسنا في شبه حياة مكتمِلة عنوانُها الأبرز “عن بعد”… صار الأمر مفيدًا ومُسلّيًا، فأصبح بإمكانك حضور اجتماعات ولقاءات في أقاصي الكرة الأرضية والاجتماع بمختلف جنسيات العالم وأنت قابع خلف حاسوبك دون الحاجة إلى أن تتجشَّم عناء السفر هنا أو هناك؛ وصار بإمكانك ترتيب مواعيد بشكل مركَّز، فالخروج من اجتماع والدخول في آخر لا يتجاوز النقر على زرّ الخروج هنا وزر الدخول هناك…

أصبح أيضاً بالإمكان حضور دروس ودورات تكوينية بكل يسر وسهولة… ولكن هل بإمكان هذا النمط “عن بعد” أن يُغنينا عن التفاعل والنقاش الحي والأخذ والرد المباشر… أمْ أننا سنَنخرط في حياة “عن بعد” تنحصر خلف حاسوب نجتمع فيه وندرس فيه ونتقاسم منه الأحداث ونقتني منه اللباس وحتى الطعام.. ونحن في نفس الغرفة لا نبرح مكاننا.. ما تأثير هذا وذاك على يومي الإنسان وصحته النفسية والجسدية وما تأثير هذا التيسير الذي أضحى متاحًا على فعالية ونجاعة الاجتماعات العملية وعلى العملية التعليمية في الوقت الراهن.

مما لا شكّ فيه أن حيز الرّقمَنة سيتّسِع بعد انجلاء هذه الجائحة، فما حجم الرقمنة الذي ينبغي أن يُسمح به حتى نُحقق التوازن ونزاوج بشكل صحي بين ما هو “حضوري ” وما يكون “عن بعد” وما تأثير ذلك على عملية التواصل بين بني البشر.

رجاء طانجي

حياتنا “عن بعد”، إلى متى؟

رجاء طانجي

أعمل مهندسة، مهتمة بالتدوين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *