دموع محجبات

عن معاناة الفتيات المحجبات مع الاندماج في سوق العمل

مُذ متى كان الحجاب عائقاً أمام الدراسة أو العمل ؟

في وطني “المغرب“، تُمنع الفتاة من دراسةِ بعض التخصصات لأنها مُحجبة مثلا : المجال العسكري والأمني وأيضاً تمنع وتُرفض من العمل في هذه المجالات وغيرها من مجالات أخرى.

المحجبات يُعانين كثيراً بسبب هذا الغطاء (الحجاب) على رؤوسهم و توصف بأنها جاهلة أو متخلّفة وبغيرها الكثير من الألفاظ، أَ هَذا سبب كافي للإهانة والرفض.

ما هو الفرق بين المحجبة وبين أنثى لا تضع الحجاب ؟

المغرب بلد دينُه الإسلام، وذلك بموجب الدستور، لكن يوجد فيه مثل هذه الأمور؛ هذه عنصرية ضد المحجبات فهن يتعرضن للإقصاء في بلادهم لهذا السبب الكثير من المحجبات إذا أتَتْها الفرصة للعمل خارج الوطن تذهب لدُوَل غربية تجاوزت هذه القوانين، وتسمح بعمل المحجبات في شتى المجالات.

إن العديد من الدول الغربية المتقدّمة سمحْنَ للنساء المسلمات بارتداء الحجاب حتى في أسلاك الشرطة والخدمة العسكرية، مثل بريطانيا، بخلاف الوضع عندنا. في المملكة المتحدة، نجد شرطيات يرتدين الحجاب ولا يمنعهن لباسهن العسكري من أداء مُهمّتهن جيداً و بنجاح هذا نموذج حداثي لما نتبعه ونقتدي به.

ماليزيا ذهبَت أبعدَ من ذلك حين سَمحت لمُضيفات الطائرات – Hôtesses de l’Air – بارتداء الحجاب والقيام بمهامهم كالأخريات اللّواتي بدون حجاب دون أي مشكل. وفي تركيا، التي كانت تمنع الحجاب في المجالات العسكرية وغيرها، سمحت منذ عام 2016 للشرطيات بارتداء الحجاب؛ فيما تتقاطر الأمثلة من النرويج والسويد أيضا سمحت بالارتداء الحجاب.

في المجال الإعلامي، في دول غربية يُسمح ارتداء الحجاب عكس ما نراه عندنا؛ إذْ لا توجد إعلامية مُحجبة تظهر في الشاشة في القنوات المغربية الرئيسة، وربما قد توجَد لكن لا يُسمح لها بالظهور على الشاشة لأنها محجبة. وبالرغم من أنه لا يوجد قانون يمنع المحجبات من العمل في تلك المجالات السابقة، إلّا أنه لذوي النفوذ والسلطة قوانينهم وهم لا يلجأون للقانون لتبرير أفعالهم وإنما يستندون إلى سلطاتهم.

نحن للأسف في دولة ليست ديمقراطية على الوجه المطلوب، وبالتالي فهم يستطيعون القيام بمثل هذه الإجراءات. ولكن كل هذه الأفكار أثبتت أنها على خطأ وخير دليل على ذلك “ نور تاجوري” الصحافية الليبية-الأمريكية، وهي أول صحافية محجبة تظهر في التلفزيون الأمريكي. أيضا، “سارة جمال“، فهي أول محجبة تكون من ضمن لجنة التحكيم الدولية للعبة كرة السلة. والمتزلجة زهرة لاري أصبحت أوّل متزلّجة جليد تشارك في البطولات العالميّة مرتديةً الحجاب، في الواقع، انضمت زهرة لاري إلى الاتحاد الدولي للتزلّج على الجليد في عمر الـ16 عاماً، لتطوّر نفسها يوماً بعد يوم وتصل إلى العالمية. توجّت بـ4 بطولات في التزلّج على الجليد في دولتها الإمارات العربية المتحدة. بالنسبة لزهرة لاري، وخديجة سفاري هي ملاكمة Kickboxer حائزة على الحزام الأسود، وأوّل فتاة محجبة تؤسس نادي للفنون القتالية للنساء فقط.

كما نجد “أسماء عبد الحميد ” وهي دنماركية من أصول فيلسطينية هي أول مذيعة محجبة في الدنمارك؛ وقد أثارت ضجة كبيرة لدى الدنماركين حين أعلنت ترشيحها للبرلمان، و واجهت عدة انتقادات أحدها من رئيسة “حزب الشعب” الدنماركي حين قالت إنها “تشعر بالشفقة تجاه المرأة المسلمة والتي يتم فرض الحجاب عليها من قبل رجال متسلطين“، ولكن أسماء ردت عليها قائلة :” إنني حرة حيث أضع هذه القطعة من القماش على رأسي، إنه خيار صائب بنسبة لي كما أفضل إلقاء التحية على الرجال بوضع اليد على قلبي لكنني لن أطلب أبداً من نساء أخريات أن يقمن بالمثل“. ومثلهنّ الكثيرات.

أعتقد أن هؤلاء النساء خير دليل على تفوقهن وتميُّزهن بالحجاب. هل إنجازها يعتمد على ما تقدمه أم على ما ترتديه ؟! أيُعقل أن جُل الفتيات المحجبات اللواتي يعشن في البلدان العربية على وجه الخصوص ، لن يحققن أي إنجاز أو نجاح في بلدانهم ، فقط لأنهن محجبات!!

متى سينتهي هذا التمييز العنصري ضد المحجبات، ويكون المقياس المحدِّد للعمل هو الكفاءة المهنية والشهادات وليس اللباس وشكله ؟!
لا تَمَسُّوا الحجاب، ولا تتسَبّبوا للمحجبات في غربةٍ عن أوطانهم!

دموع محجبات

شيماء القوري الجبلي

طالبة علوم إعلام وتواصل ، مدونة في مدونة آفاق وايضا في مدونة وكالة انباء تركيا وكاتبة صحفية مع مجلة انسان واكتب في موقع مقال ومعاني .

تعليق واحد

  1. للاسف اصبحنا نرى المتبرجة من حقها ان تلبس ماتشاء و في اي مكان و يدخلون هذا ضمن الحرية الشخصية ولماذا يضيعون حرية المحجبة في ان تبقى محجبة في اي مكان و هذا ان دل على شئ فهو انهم يريدون ان يجعلو جميع النساء تستعرضن اجسامهن متى نستيقظ من سباتنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *